تميّزت المشاركة المغربية في الدورة الرابعة من معرض أبوظبي للأغذية، المقامة في إطار فعاليات “الأسبوع العالمي للغذاء”، بحضور شبابي وازن، حيث مُثلت عدد من التعاونيات بوجوه شابة، ضمنها عناصر نسوية.
تثير هذه الملاحظة سؤالا جوهريا قائما بخصوص مكانة الشباب على مستوى الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب، لا سيما ما يهم تسويق المنتجات المجالية ذات الطابع الفلاحي، باعتباره النشاط الذي بإمكانه ربط هذه الفئة بمحيطها السوسيو-اقتصادي، وكذا فتح الباب أمام المبادرة الاقتصادية الحرة.
وتجد هذه الملاحظة، التي تنطوي بدورها على تساؤلات مركزية، أجوبة لدى مجموعة من الشباب الذين يمثلون تعاونيات مغربية في الدورة الرابعة من معرض “أديف”. وترى الوجوه الشابة التي ناقشت معها جريدة هسبريس الإلكترونية الموضوع، وجود فرص لتحقيق دخل قار يعين على تشكيل التنمية المحلية.
وأكدت الوجوه ذاتها أن “المرحلة تقتضي طرح مبادرات من طرف الشباب، عادة ما تجد أمامها مداخل للدعم والمواكبة، في ظل استراتيجيات فلاحية تعيد الاعتبار للمنتوج المحلي المغربي وتطرح بدائل ميدانية”.
أبواب مفتوحة
سعيدة عجور، نائبة رئيسة تعاونية “أريج الحوز” المتخصصة في الأعشاب العطرية، قالت إن “الشابات والشباب يتوفرون على كافة الصلاحيات والهوامش من أجل أن يكونوا جزءا من اقتصاد التعاونيات بالمغرب”.
وأكدت الشابة نفسها، في تصريح لهسبريس، أن “المطلوب حاليا هو توفّر الإرادة لدى هؤلاء الشباب والشابات، مادام أن ذلك هو المدخل الرئيسي من أجل الحصول على المواكبة من قبل الدولة، بما في ذلك المواكبة التي تحرص وكالة التنمية الفلاحية على توفيرها، حتى يتسنى للمنتوج النهائي الوصول إلى السوقين الوطنية والدولية”.
وحكت عجور كذلك عن كيفية تمكنها، إلى جانب نساء أخريات، من تأسيس التعاونية والدفع بها قدما في مجال تخصصها، مبرزة “وجود إرادة مسبقة لدى الجميع من أجل خلق مشروع جماعي يدر دخلا محترما على جميع المشاركين”.
فرص تنتظر الشباب
لا تختلف هذه الرؤية عن نظيرتها لدى الحافظ الأزعر، مسير تعاونية “واحات الصحراء” المتخصصة في إنتاج وتوزيع العسل، بما في ذلك صنف “السدر” وصنف “الفرنان”.
وقال لزعر لهسبريس: “يمكن لي أن أؤكد لكم أننا بدأنا من تحت الصفر، واليوم نصل إلى مرحلة متقدمة تسمح لنا بالمشاركة في معارض دولية، بما فيها معرض أبوظبي الدولي للأغذية”.
وشدد المتحدث على أن “تشبيب مجال التعاونيات ليس بالأمر الصعب؛ إذ يتوقف مبدئيا على تقدم الجيل الجديد بمبادرات تضعه في قلب هذا النشاط المرتبط بإنتاجية الأرض والعادات الفلاحية”.
وشدد الشاب عينه على أن “الشباب الذين يقودون اليوم تعاونيات ومجموعات ذات نفع اقتصادي تمكنوا من إبراز كفاءاتهم في هذا المجال، ونحن نتعرف على عدد منهم برحاب المعرض الحالي”.
وذكر الحافظ أن “باب المبادرات غير مغلق، ما يجعل الشباب أمام فرص للمشاركة في هذا المجال وما يوفره من هوامش لتثمين المنتوج المحلي، بالموازاة مع حرص أكيد من وكالة التنمية الفلاحية على دعم هذه الجهود”.
جدير بالذكر أن عددا من الشباب يقودون مجموعة من التعاونيات المشاركة في المعرض المذكور، بما فيها المتخصصة في تسويق زيت الزيتون أو العسل أو الأعشاب العطرية والزيوت النباتية.
0 تعليق