شكّل “تعزيز التعاون في قطاع النقل” محور مباحثات مسؤولين حكوميين مغاربة من وزارة النقل واللوجيستيك مع وفدٍ من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) بقيادة جين ليكوان (Jin LIQUN)، رئيس البنك، الذي حظيَ بعد زوال اليوم الأربعاء بالرباط باستقبال من قبل عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك، ومسؤولين من وزارته.
وفق معطيات رسمية توفرت لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن هذا اللقاء، الذي احتضنه مقر الوزارة المركزي بالرباط، بحَثَ “سبل تعزيز التعاون بين المملكة المغربية والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، من خلال تحديد فرص التمويل والاستثمار في مجال البنيات التحتية للنقل”.
وأفادت المعطيات ذاتها بأن الجانبين تباحثا حول “سبل مساهمة البنك في تمويل بنى تحتية حديثة، مستدامة ومتكيفة مع التغيرات المناخية”، إلى جانب “دعمه لمشاريع التنقل الأخضر وتحديث شبكات النقل” في المملكة.
ولم يخل لقاء قيوح ورئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية من مناقشة “المشاريع المستقبلية المتعلقة بقطاعَي النقل واللوجيستيك”، مع “التركيز على التحضيرات والاستعدادات الجارية لاستضافة المملكة، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، كأس العالم 2030”.
وإجمالا، تحدث الطرفان عن “سبل تعزيز التعاون بين المغرب والبنك الآسيوي، خاصة فيما يتعلق بتطوير البنى التحتية في مجالات النقل السككي، لا سيما مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة بين مراكش وأكادير، وكذا “تنمية وتحديث المطارات”، وهو ما أكده عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إثر اللقاء.
وكان قطاع اللوجيستيك، خاصة المناطق المتصلة بتسريع أنشطة القطاع في ارتباط بالإنتاج الصناعي الوطني، أحد محاور المناقشات الثنائية مع رئيس المؤسسة الاستثمارية الآسيوية المتخصصة في دعم تمويل البنيات التحتية؛ إذ أبرز الوزير قيوح “الدينامية التي يعرفها هذا القطاع بالمغرب وتجسدها مشاريع مهيكلة من قبيل المنطقة الصناعية واللوجيستية المندمجة بزناتة، والميناء الجاف بمنطقة التسريع الصناعية بجهة سوس-ماسة، وكذا المنطقة اللوجيستية لأولاد صالح بالنواصر”، موضحا أن هذه المشاريع “تهدف إلى تحسين تدفقات التوزيع الداخلي وتعزيز نجاعة سلاسل القيمة الصناعية واللوجيستية، بما يخدم انسيابية التجارة الخارجية”، حسب نص بلاغ للوزارة توفرت لهسبريس نسخة منه.
كما أكد الجانبان “أهمية مواصلة وتعزيز التعاون الثنائي من أجل تطوير مشاريع استراتيجية تهدف إلى تحسين وتحديث شبكة النقل بالمملكة”.
“تعاون مثمر”
في تصريح لهسبريس عقب اللقاء مع وفد البنك الآسيوي للاستثمار في البنيات التحتية، قال الوزير عبد الصمد قيوح إن اللقاء كان “جد مثمر”.
وأوضح المسؤول الحكومي أن “وزارة النقل واللوجستيك قدمت عرضا متكاملا يشمل كل المشاريع الكبرى التي يتبناها المغرب، وبالخصوص: مشاريع القطارات السريعة، حيث تم استعراض الأشطر التي هي حاليا في طور الإنجاز”.
وتابع شارحا أن “اللقاء تطرق-بالخصوص-للمشاريع الطموحة قيد البحث عن تمويل: وعلى رأسها المقطع الحيوي للقطار السريع ما بين مراكش وأكادير، ومشروع الربط مع ميناء الناظور غرب المتوسط”، الذي وصفه بأنه “مشروع كبير”، إضافة إلى مناقشة تطوير وتحديث المناطق اللوجستيكية كـ”جزء أساسي من الاستراتيجية الوطنية لتطوير البنية التحتية”.
وعبّر قيوح عن ارتياحه “للثقة الدولية المتنامية” في المملكة المغربية التي تسعى لحشد تمويلات لازمة وضخمة”، وقال معلقا للجريدة: “هذا مما يثلج الصدر، خاصة الإقبال المتزايد من قبل كل مؤسسات التمويل الدولية على المشاريع والأوراش الكبرى التي تقام في المغرب”، معتبرا أن “هذا الإقبال يمثل دليلا قويا على الثقة التي تحظى بها المملكة المغربية على صعيد الاستقرار، وثبات النمو الاقتصادي، فضلا عن بحث المموّلين عن المشاريع المهيكلة وذات الرؤية الاستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى”.
وبحسب الوزير، فـ”القطاعات التي كانت محور النقاش شملت توسعة المطارات، ومشاريع تطوير السكك الحديدية، سواء المتعلقة بالقطار فائق السرعة أو بالربط عبر القطار العادي، حيث تم عرض التجربة الوطنية في هذا المجال. كما تم التطرق إلى مشاريع تحويل القطارات من الاعتماد على الطاقة الحرارية إلى الطاقة الكهربائية، بما يضمن أداء أفضل وسرعة أعلى وراحة أكبر للمسافرين”.
واطّلع الوفد على تجربة المغرب في مجال اللوجستيك، من خلال “إحداث مناطق لوجستيكية بجنبات المدن الكبرى، بهدف تسهيل توزيع السلع داخل الحواضر في إطار يحترم البيئة، ويساهم في التخفيف من ضغط السير والجولان داخل هذه المدن”، حسب المسؤول الحكومي ذاته.
من جهته، أشاد جين ليكوان، رئيس بنك آسيا للاستثمار في البنيات التحتية (AIIB)، بمخرجات اللقاء، قائلا لهسبريس عقب اللقاء: “لقد ناقشنا سبل التعاون بين المغرب وبنك آسيا للاستثمار في البنية التحتية. إننا فخورون جدا بكون المغرب عضوا لدينا، ونتطلع إلى تصور أعمق وأشمل لكيفية تقديم الدعم لجهود الحكومة المغربية الرامية إلى تحسين قطاع النقل، وشبكة المواصلات الطرقية، والمطارات، وكل أنواع البنية التحتية الأساسية التي تُعد بالغة الأهمية للنمو المستدام لهذا الاقتصاد”.
وعبر المسؤول ذاته عن “ثقته في “رؤية الحكومة المغربية وقدرتها على تطوير البلد وتحقيق المزيد من المنافع للشعب المغربي”، معربا عن أمله أن “تتاح لنا فرصة العمل مع الوزير والمؤسسات الحكومية الأخرى”.
0 تعليق