ترامب , في خطوة مفاجئة تعكس تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو، أعلن الرئيس الأمريكي إلغاء الاجتماع الذي كان مقررًا عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست ، مبررًا قراره بأن “الأمر لم يكن يبدو صحيحًا في الوقت الحالي”. يأتي ذلك بعد أيام من الجدل حول مقترح الرئيس الأمريكي بوقف فوري لإطلاق النار في الحرب الأوكرانية، وهو المقترح الذي قوبل برفض روسي قاطع.
رفض روسي يعطّل مسار القمة
كانت القمة المنتظرة بين الرئيسين جزءًا من جهود الرئيس الأمريكي لإطلاق مبادرة سلام تنهي الحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن رفض موسكو لمقترح وقف إطلاق النار أدى إلى تجميد الترتيبات الخاصة باللقاء**.
وقال في تصريحات من واشنطن:
“لا أريد أن أضيع الاجتماع، ولنرَ ما سيحدث لاحقًا”.
وكانت التقارير قد أشارت إلى أن الاجتماع تم تأجيله بعد رفض روسيا الموافقة على خطة الرئيس الأمريكي التي تقضي بتجميد خطوط المواجهة الحالية في أوكرانيا ووقف العمليات العسكرية مؤقتًا، وهو ما اعتبرته موسكو “خارج إطار ما تم الاتفاق عليه في القمة السابقة بألاسكا”.
كما أوضحت مصادر دبلوماسية أن الكرملين لا يرى وقف إطلاق النار الفوري خيارًا مقبولًا، لأنه قد يمنح أوكرانيا فرصة لإعادة تنظيم صفوفها بدعم غربي، وهو ما يتعارض مع الأهداف الروسية الميدانية.
موسكو: التحضيرات مستمرة للقاء ترامب وبوتين رغم الخلاف
ورغم إعلان الرئيس االأمريكي إلغاء الاجتماع، أكدت السلطات الروسية أن التحضيرات للقمة ما تزال قائمة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” إن بلاده “ما زالت منفتحة على الحوار”، مضيفًا أن الاستعدادات “تسير وفق الترتيبات المسبقة”.
من جانبه، شدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن “لا أحد يريد إضاعة الوقت، لا الرئيس ترامب ولا الرئيس بوتين”، مشيرًا إلى أن اللقاء قد يُعاد تحديد موعده لاحقًا بعد تهيئة الأجواء السياسية المناسبة.
تلك التصريحات عكست رغبة روسية في الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة مع الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل محاولات ترامب إحياء مسار المفاوضات المباشرة بعد فشل قمة ألاسكا السابقة في التوصل إلى أي اتفاق ملموس حول مستقبل الحرب.
ترامب: فقدت الأمل في تجاوب روسيا
وأبدى الرئيس الأمريكي خلال حديثه للإعلام الأمريكي إحباطه المتزايد من الموقف الروسي، موضحًا أنه قدّم مقترحات عملية لوقف النزيف البشري دون جدوى، حيث قال:
“قلت لهم انسحبوا إلى مواقعكم ودعوا الجميع يأخذ قسطًا من الراحة، لأن هناك دولتين تخسران ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف جندي أسبوعيًا”.
وأضاف أن رفض روسيا للمبادرة يمثل “إشارة مقلقة”، مؤكدًا أنه **لن يعقد اجتماعًا لمجرد الصورة أو البروتوكول دون أن يكون هناك استعداد حقيقي من الجانب الروسي لبحث حلول واقعية للنزاع.
وبينما يرى مراقبون أن تأجيل الاجتماع لا يعني انهيار مسار الحوار بين واشنطن وموسكو، إلا أنه يشير إلى تعقيد أكبر في العلاقات الثنائية، خصوصًا بعد فشل الجهود الأمريكية في إقناع موسكو بالتراجع عن مواقفها المتشددة.
0 تعليق