في عودة جديدة إلى الساحة السينمائية، يستعد المخرج المغربي نور الدين الخماري لتقديم أحدث أعماله السينمائية بعنوان “ميرا”، وهو شريط جديد يعد بتجربة فنية مختلفة كليا عن أعماله السابقة، سواء على مستوى الموضوع أو اللغة أو الأجواء البصرية، وفق ما توصلت به هسبريس من مصادر مطلعة.
الفيلم الذي تولى الخماري إخراجه وكتابة السيناريو الخاص به، يجمع بين الدراما الإنسانية والطبيعة الخلابة لمنطقتي آزرو وإفران، حيث جرى تصويره بالكامل وسط غابات الأطلس، في فضاءات طبيعية تشكل خلفية جمالية مبهرة للأحداث، ليخرج بذلك الخماري من نمطية تصوير أعماله في الدار البيضاء والنواحي.
يضم العمل في بطولته نخبة من الأسماء الفنية البارزة، من بينها فاطمة عاطف، عمر لطفي، صفاء ختامي، سعد موفق، إسماعيل الفلاحي، زينب علجي وموسى سيلا.
وحسب معطيات توصلت بها هسبريس، سيشارك الخماري بفيلم “ميرا” لأول مرة في مهرجان “Tallinn Black Nights” السينمائي في إستونيا، ليشكل ذلك أول ظهور رسمي لهذا العمل الجديد في الساحة الدولية.
وحمل الشريط عنوانا ذا دلالة رمزية؛ إذ تعني كلمة “ميرا” بالأمازيغية “القائدة”. وتستمد قصة الشريط عمقها من علاقة إنسانية تجمع طفلة صغيرة بمجموعة من المهاجرين الأفارقة الذين يعيشون في غابات الأطلس على أمل العبور نحو الضفة الأخرى، غير أن هذه العلاقة غير المألوفة تعرض الطفلة لسلسلة من المتاعب داخل قريتها المحافظة، بفعل النظرة العنصرية والأحكام المسبقة تجاه المهاجرين، في ظل واقع اجتماعي يتسم بالفقر والهشاشة والظلم الاجتماعي.
يكشف العمل، وفق المصادر ذاتها، عن رؤية إخراجية جديدة لنور الدين الخماري؛ إذ يبتعد من خلاله عن الطابع الحضري الصاخب الذي طبع أفلامه السابقة، مثل “كازا نِيغرا” و”زيرو”، من دون أن يفقد بصمته الإبداعية الخاصة التي ميزته عن مخرجي جيله.
كما يتضمن الفيلم مقاطع غنائية وحوارات باللغة الأمازيغية، ما يمنحه هوية فنية محلية تنفتح في الوقت نفسه على البعد الإنساني الكوني.
يأتي هذا العمل بعد غياب للخماري عن الشاشة الكبيرة دام سنوات، منذ آخر أفلامه “بورن آوت” الصادر سنة 2017، وبذلك يشكل “ميرا” بذلك منعطفا جديدا في مسيرته السينمائية، وتجربة مختلفة تحاول استكشاف قضايا إنسانية واجتماعية بعيون طفلة تعيش على هامش العالم، في غابات الأطلس المغربي.
0 تعليق