تعالت أصوات المغاربة من جديد في العاصمة الرباط فرحا بـ”انتصار المقاومة في المفاوضات مع الكيان الصهيوني”، في مهرجان الانتصار الذي نظمته الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، مساء الأربعاء؛ “إسنادا ودعما للمقاومة في غزة وعموم فلسطين”، وكذا “تنديدا بالإبادة الجماعية التي عرفها قطاع غزة المحاصر منذ عملية طوفان الأقصى”.
وخرجت العديد من الفعاليات المساندة للشعب الفلسطيني إلى ساحة باب الأحد “احتفالا بوقف العدوان على هذا القطاع، والتشديد على رفض استمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني”، الذي اقترف مجازر مروّعة بحق المدنيين العزّل ودمّر البنية التحتية وارتكب انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب في حق سكان قطاع غزة.
انتصار كاسح
قال أبو الشتاء مساعف، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، إن “المهرجان الاحتفالي الذي نُظّم يأتي دعما ومساندة للشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة المحاصر”.
وأكد مساعف، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المقاومة الفلسطينية حققت انتصارا رغم غياب الدعم من المنتظم الدولي وبدون أي إسناد من الأنظمة العربية والإسلامية”، مشيرا إلى أن “المقاومة أثبتت من جديد أنها قادرة على الوقوف في وجه الكيان الصهيوني، الذي لم ينجح في تحقيق أهدافه؛ بل اضطر إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإطلاق سراح الأسرى من خلالها فقط”.
وأضاف عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع أن هذا المهرجان التضامني يحمل رسائل واضحة، أولاها موجهة إلى الدولة المغربية، قائلا: “ألم يحن الوقت لإيقاف كل أشكال التطبيع؟ ألم يحن الوقت لإغلاق مكتب الاتصال مع الكيان الصهيوني؟ نحن نطالب الدولة بأن تصغي إلى نبض الشارع المغربي وأن تتخذ موقفا واضحا وعاجلا لوقف هذه العلاقات المشينة”.
واسترسل في تصريحه مبينا أن “الرسالة الثانية موجهة إلى الإدارة الأمريكية، ونندد من خلالها بتدخلاتها المتكررة، وبسياسات الرئيس دونالد ترامب، الذي يعاني من جنون العظمة”.
وتابع المتحدث عينه: “الإدارة الأمريكية مسؤولة بشكل مباشر عن المجازر التي تُرتكب في غزة. لقد قدمت للكيان الصهيوني كل أشكال الدعم، سواء اللوجستي أو العسكري أو السياسي أو المالي؛ ما جعله فوق القانون وخارج نطاق المحاسبة الدولية”.
وأجمل شارحا: “نقف وقفة إجلال وإكبار للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، ونوجّه نداء إلى المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ مواقف جريئة من أجل إيقاف هذا الكيان الصهيوني عند حدّه، ومنعه من تهديد المنطقة بأكملها”، لافتا إلى أن “الكيان اليوم معزول سياسيا ومجتمعيا، وعلينا أن نُكثّف الضغط الشعبي والرسمي. ونوجّه أيضا رسالة إلى الأنظمة العربية، مفادها أن ما حدث في غزة هو منارةٌ ونبراسٌ لما نرجوه من نصر وفتح قريب، بإذن الله”.
“لا نثق”
قال عبد الحميد أمين، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، إن الجبهة تحتفل بتوقيف إطلاق النار على الشعب الفلسطيني في غزة، معتبرا أن هذه الهدنة تُعدّ مكسبا مرحليا يمكّن سكان غزة من استئناف حياتهم الطبيعية ولو جزئيا.
وفي السياق ذاته، أكد أمين، في تصريح لجريدة هسبريس، على موقف الجبهة الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية.
وشدد المتحدث عينه على أن هذه المحطة، وإن كانت إيجابية من حيث التخفيف من معاناة الفلسطينيين، فإنها تتطلب الكثير من اليقظة والحذر، لأن التجربة أثبتت أن العدو الصهيوني لا يلتزم بالعهود، مما يجعل مواصلة الدعم الشعبي واليقظة السياسية أمرا ضروريا في هذه المرحلة.
وتابع القيادي الحقوقي: “لا نحن ولا المقاومة نثق في الكيان الصهيوني، ولا في الإمبريالية الأمريكية التي تدعمه”، على حد تعبيره.
وأضاف أن الجبهة، ومن موقعها في المغرب، تواصل التعبير عن موقف الشعب المغربي الرافض للتطبيع، عبر الوقفات والمسيرات والاحتجاجات اليومية، مبرزا أن “استمرار التطبيع يصب في مصلحة الكيان الصهيوني والقوى المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني”.
كما شدد عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع على أن الجبهة ستواصل نضالها إلى حين إسقاط التطبيع وتجريمه رسميا.
وختم أمين تصريحه بالتأكيد على أن المعركة ضد التطبيع هي جزء لا يتجزأ من المعركة من أجل تحرير فلسطين، قائلا: “نحن يقظون، لا نثق بالكيان الصهيوني، وسنواصل دعمنا للمقاومة الفلسطينية إلى ما لا نهاية”، دفاعا عن الحق، ووفاء لدماء الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ والمقاومين الذين نافحوا عن أرضهم في وجه سردية دينية متطرفة تصرّ على اقتلاع كل ما تبقى من أثر قضية فلسطين.
" frameborder="0">
0 تعليق