مراكز البيانات تسرع تطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي في اليابان (تقرير) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أسهمت الطفرة الحاصلة بمعدلات بناء مراكز البيانات في اليابان بتسارع وتيرة تطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي في البلد الآسيوي.

وتتطلب المراكز المذكورة كميات كهرباء ضخمة تُولَّد غالبيتها بالغاز الطبيعي في اليابان، بعد غلق محطات الطاقة النووية كافة، على خلفية حادث محطة فوكوشيما النووية في عام 2011.

وتشهد سوق مراكز البيانات في اليابان حاليًا تحولًا كبيرًا، بدعمٍ من التوسع السريع في خدمات الحوسبة واستثمارات البنية التحتية الرقمية.

ويُتوقع نمو سوق مراكز البيانات في اليابان بقيمة 30 مليار دولار بحلول عام 2026، بنمو سنوي نسبته 6.5%، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووفق وكالة الطاقة الدولية، تمتد شبكة خطوط أنابيب الغاز في اليابان بطول 261 ألفًا و167 كيلومترًا، مع وجود نحو 86% من تلك البنية التحتية داخل شبكات الضغط المنخفض، مقابل 0.9% فقط في شبكات الضغط العالي.

وتعود ملكية معظم خطوط الأنابيب المحلية إلى مرافق الكهرباء وشركات الغاز في المدن، التي تعمل عادةً على توسيع شبكاتها من مصادرها الخاصة دون دعم كبير من الدولة.

تطوير متواصل

تواصل اليابان تطوير البنية التحتية لخطوط أنابيب الغاز المحلية نتيجة تزايد الطلب على الكهرباء، وفق ما أورده موقع "بايبلاين أند غاز جورنال".

وتتوقع اليابان نموًا حادًا في الطلب على الكهرباء والطاقة خلال السنوات المقبلة، بفضل الطفرة الحاصلة في قطاعات الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية، على الرغم من الاستهلاك البطيء من قِبل اليابانيين.

وإلى جانب ذلك، وضعت النزاعات التجارية الحالية بين اليابان الولايات المتحدة ضغوطًا إضافيةً على اقتصاد الأولى؛ ما يفرض قيودًا على النمو.

خط أنابيب غاز في اليابان
خط أنابيب غاز في اليابان - الصورة منpgjonline

الطلب على الغاز الطبيعي

على الرغم من عدم اليقين الاقتصادي، يتوقع معظم الخبراء المحليين بقاء الطلب على الغاز الطبيعي في اليابان مرتفعًا خلال النصف الثاني من العام الجاري، وطوال العام المقبل.

وستتطلب معدلات استهلاك الكهرباء المرتفعة إمدادات غاز مستقرة وبُنية تحتية موثوقة لخطوط الأنابيب، بهدف توزيع الإمدادات على مراكز الطلب.

وما يزال اعتماد اليابان على الغاز الطبيعي مرتفعًا؛ ما يُعزى بوجه عام إلى كارثة مفاعل فوكوشيما النووي التي أدت إلى غلق محطات الطاقة النووية كافة في البلاد.

وعلى الرغم من أن اليابان تُنتِج بعض الغاز، فإنه محدود للغاية؛ ما يجعل اعتمادها على الواردات يصل إلى 90% أو يزيد.

ويُنتَج الغاز الطبيعي المحلي حاليًا من حقول الغاز في مدينتي هوكايدو ونيغاتا وبعض المناطق الأخرى في البلاد.

وفي اليابان، يُوجه 63% من الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، بينما يُخصص 29% للاستهلاك العام للطاقة، و8% لمختلف القطاعات التصنيعية.

الغاز الطبيعي المسال

نظرًا إلى موقعها الجغرافي؛ تأتي قرابة واردات الغاز كافة في اليابان في شكل غاز طبيعي مسال، تستورده طوكيو من أكثر من 35 محطة استيراد غاز مسال حول العالم، في حين ما تزال أستراليا المورد الأكبر للبلد الواقع في شرق آسيا.

وعلى الرغم من أن اليابان شرعت في تنفيذ إستراتيجية لتنويع الطاقة، فإن الحكومة وضعت مسألة تطوير نظام نقل الغاز المحلي أولويةً على قائمة مشروعاتها.

وإلى جانب مشروعات خطوط الأنابيب المحلية، يتحول مزيد من الاهتمام إلى إيجاد إمدادات خارجية إضافية، مثل مشروع آلاسكا للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الأميركية.

ويتضمن مشروع تطوير الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا، البالغة تكلفته 44 مليار دولار، إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي بطول 807 أميال (1300 كيلومتر)، لنقل إمدادات الغاز من حقل نورث سلوب (North Slope) في ألاسكا إلى محطة إسالة في منطقة كيناي شرق اليابان بسعة 20 مليون طن سنويًا.

ومن المقرر أن يبدأ خط الأنابيب المذكور في تصدير الغاز المسال حال اكتمال بنائه في عام 2030، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ونظرًا لقرب ألاسكا من اليابان، فإنها تتيح منفذًا مباشرًا لتصدير إمدادات الغاز الأميركية إلى تلك الدولة الجزرية.

محطة غاز مسال
محطة غاز مسال - الصورة من تيميرا إنرجي

البنية التحتية المحلية

تمضي أعمال تطوير البنية التحتية لأنابيب الغاز في اليابان على قدمٍ وساق داخل حدود البلد الآسيوي.

وفي نهاية عام 2024 أعلنت شركة إنبيكس كوربوريشن (Inpex Corporation) -وهي أكبر منتِج ومستكشف للغاز في اليابان- إنجاز تمديد مرحلتها الـ5 لخطّ أنابيب الغاز الطبيعي شين طوكيو (Shin Tokyo).

ويوصل خط الأنابيب المذكور الغاز الطبيعي إلى منطقة كانتو شمال اليابان؛ حيث يُتوقع نمو الطلب على هذا الوقود الأحفوري بمعدلات قوية.

شبكات الغاز

لا يوجد، حتى الآن، مُشغِّل واحد لنظام نقل الغاز في اليابان، وقد طُوِّرت شبكات الغاز المحلية بشكل منفصل، دون أيّ توصيلات، وعادةً ما تُبنى بالقرب من محطات الغاز المسال.

ويركّز جانب من خطط الحكومة المركزية في اليابان وسلطات المقاطعات على تنفيذ مشروعات ربط بيني في قطاع الغاز الطبيعي؛ ما يسهم بتعزيز كفاءة النظام الحالي.

غير أن تنفيذ تلك الخطط تقنيًا يبقى صعبًا، نظرًا إلى أن التضاريس الجبلية في اليابان تعرقل ربط الشبكات.

ومع ذلك، تتطلع السلطات اليابانية لمواصلة دعم بناء خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في أنحاء البلاد، عبر تخفيف القيود التنظيمية الحالية وتقديم الدعم لمزودي الخدمات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.تسارع تطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي في اليابان بفضل تزايد معدلات بناء مراكز البيانات، من "بايبلاين أند غاز جورنال"
2.نمو سوق مراكز البيانات في اليابان، من "داتا سنتر نوليدج"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق