شحنة نفط سعودية ضخمة في طريقها إلى سوريا.. والناقلة تتجنّب البحر الأحمر - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشق شحنة نفط سعودية ضخمة البحار في طريقها إلى سوريا، ضمن المنحة المقدمة من المملكة إلى حكومة دمشق، لتأمين جزء من احتياجاتها من الوقود خاصة لتشغيل المركبات ومحطات الكهرباء.

وأظهرت بيانات حديثة -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن شحنة النفط السعودية محمّلة على متن الناقلة "بيتاليدي" (Petalidi) التي ترفع علم ليبيريا، وتبلغ نحو مليون و71 ألف برميل.

وأوضحت صور الأقمار الاصطناعية وبيانات تتبع الناقلات أن السفينة حُمّلت بخام الحوت من الخفجي، وبعدها توقفت في رأس تنورة، لتأخذ مكثفات حقل الخف لمزجها مع خام الحوت، بما يحقق المواصفات المناسبة لمصفاة بانياس السورية.

وكشفت مصادر مطلعة -في تصريحات خاصة- عن أسباب توقف الناقلة التي تحمل شحنة نفط سعودية إلى سوريا في أكثر من موقع، مشيرة إلى أن الأنواع التي تتناسب مع المصافي السورية غير متوفرة في ينبع على البحر الأحمر.

مسار شحنة النفط السعودية إلى سوريا

تُظهر صور -حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة- مسار شحنة النفط السعودية إلى سوريا التي حرصت على تجنّب العبور من البحر الأحمر رغم قرب المسافة، لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.

وقالت المصادر إن مرور الناقلة حول أفريقيا يرجع إلى عاملَيْن رئيسَيْن هما:

  • الأول: خزانات النفط في سوريا مليئة، وليس هناك مكان لتخزين أي نفط يصل إلى البلاد في الأيام المقبلة، ولكن سيكون هناك مكان بعد نحو شهر من الآن، لذا جُدول وصول ناقلة النفط في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.
  • الآخر: هناك عوامل متعلقة بتكلفة التأمين والسلامة، التي أسهمت في اختيار مسار السفينة حول أفريقيا؛ إذ إن تكاليف التأمين في البحر الأحمر عالية بسبب عدم توقف هجمات الحوثيين على السفن.

الخريطة أدناه -من إعداد منصة الطاقة بناء على بيانات كبلر- ترصد مسار ناقلة النفط؛ إذ يشير السهم الأخضر إلى مكان السفينة، فيما يوضح الخط البرتقالي المسار المستقبلي:

مسار الناقلة التي تحمل شحنة النفط السعودي إلى سوريا

وتُعد الشحنة الحالية جزءًا من المنحة التي قدّمتها حكومة المملكة العربية السعودية إلى سوريا التي تبلغ إجماليها 1.65 مليون برميل نفط خام.

وتشير قاعدة بيانات قطاع النفط العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن هذه الشحنة تُعد أول نفط خام سعودي يصل إلى سوريا؛ إذ لم تستورد سوريا تاريخيًا أي شحنات من النفط السعودي.

النفط السعودي إلى سوريا

في 11 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت السعودية تقديم دعم إلى سوريا لتأمين احتياجاتها من الوقود، من خلال منحة بـ1.65 مليون برميل نفط، لتلبية جزء من احتياجات المواطنين من المشتقات النفطية، وأيضًا توفير الوقود لمحطات الكهرباء.

ووقّع الصندوق السعودي للتنمية مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة، تتضمّن تقديم منحة من النفط السعودي إلى سوريا، في إطار دعم المملكة للأشقاء في سوريا، والإسهام في تحسين الاستقرار والتنمية المستدامة.

وتعمل منحة النفط السعودي على تشغيل المصافي السورية، وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية لدعم تنمية الاقتصاد ومواجهة التحديات الاقتصادية في سوريا لنمو القطاعات الحيوية فيها، ودعم الجهود الوطنية والدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وكان وزير الطاقة السوري محمد البشير قد أكد، في تصريحات سابقة، أن شحنة النفط السعودية إلى سوريا ستُوجّه لتشغيل مصفاة بانياس لعدة استعمالات، أبرزها توفير الوقود للمركبات، وضمان استدامة عمل المصفاة.

وتأتي منحة النفط السعودي إلى سوريا في توقيت شديد الأهمية بالنسبة إلى دمشق، التي تسعى إلى إعادة بناء قطاع الطاقة المتهالك وترميمه.

وفي أغسطس/آب الماضي، وقّعت السعودية اتفاقية و6 مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة المختلفة بين عدد من شركات السعودية ووزارة الطاقة السورية، على هامش مشاركة المملكة في معرض دمشق الدولي.

وتشمل الاتفاقية ومذكرات التفاهم مجالات متعددة تُسهم في دعم تطوير قطاع الطاقة في سوريا، في مجالات الكهرباء والنفط والغاز؛ إذ تتضمّن التعاون في مشروعات الكهرباء ومحطات النقل والتوزيع والمسوحات الجيوفيزيائية والجيولوجية وخدمات الحقول النفطية وحفر الآبار وصيانتها والتدريب الفني وتطوير الأيدي العاملة وتقديم الحلول المتكاملة لتطوير حقول النفط والغاز وإدارتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق