استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء في بروكسل السيدة كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، وسفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة، وعدد من مسؤولي جهاز العمل الخارجي الأوروبي.

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي أعرب في بداية اللقاء عن تقديره للعلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين في القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وخدمة مصالح الطرفين.

وأشار الرئيس إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف دقيقة تتطلب التعاون والعمل المشترك، مؤكدًا أن مصر تنتهج سياسة متزنة ومسؤولة هدفها دعم الأمن والسلام في المنطقة بعيدًا عن المصالح الضيقة، وهو ما أثبت نجاحه على مدار السنوات العشر الماضية.

كما استعرض الرئيس الجهود التي تبذلها مصر في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية نجحت في وقف انطلاق قوارب الهجرة منذ عام 2016، وهو ما حدّ من التأثيرات السلبية على القارة الأوروبية. وأوضح أن مصر تستضيف نحو عشرة ملايين وافد من دول تعاني من الأزمات وعدم الاستقرار، ما يعكس التزامها الإنساني ودورها الإقليمي المسؤول، مؤكدًا أن معالجة جذور الأزمات في تلك الدول هي السبيل الأمثل للحد من الهجرة.

وتناول اللقاء أيضًا جهود مصر في تسوية الأزمات الإقليمية، حيث شدد الرئيس السيسي على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ووقف التدخلات الخارجية.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، أوضح الرئيس الدور المصري في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب في قطاع غزة بالتعاون مع الوسطاء، مؤكدًا تطلع القاهرة لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الاتفاق وضمان استدامة وقف إطلاق النار، إلى جانب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وبدء عملية إعادة إعمار القطاع.

كما أشار إلى استعداد مصر لاستضافة مؤتمر دولي في نوفمبر المقبل لمناقشة إعادة إعمار غزة ودعم جهود التعافي، مؤكدًا أن التعاون المصري الأوروبي في هذا الملف يمثل خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة.