السينما تساند السلام من الناظور - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يستعد مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم لتنظيم الندوة الدولية للدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، المزمع عقدها يومي 16 و17 نونبر المقبل، تحت شعار “في ضرورة السلام .. نحو عدالة انتقالية عالمية”.

وذكر المنظمون، في بلاغ توصلت به هسبريس، أن العالم يعيش، اليوم، مرحلة دقيقة تتقاطع فيها الأزمات السياسية والاجتماعية والبيئية بما يهدد استقرار الدول ويضع الشرعية والديمقراطية على المحك، مبرزين أن تصاعد النزاعات والحروب واتساع انتهاكات حقوق الإنسان وانتشار التعصب والتطرف والتغيرات المناخية كلها عوامل تفرض إعادة التفكير في سبل بناء سلم عالمي عادل.

وأشار البلاغ سالف الذكر إلى أن العدالة الانتقالية لم تعد مجرد آلية لمعالجة الماضي؛ بل أصبحت مشروعا قيميا وأفقا سياسيا يربط بين العدالة والديمقراطية والعيش المشترك.

وأوضح المصدر ذاته أن التجارب المقارنة، من جنوب إفريقيا ورواندا إلى الأرجنتين والمغرب، أبانت أن العدالة الانتقالية تمثل منهجية فعالة لتشييد سلام مستدام قائم على الثقة والمصالحة والذاكرة الجماعية.

وتنعقد الندوة في إطار المهرجان الذي يحتفي بالسينما كأداة للتفكير في الذاكرة الإنسانية، حيث يجمع بين الفكر الحقوقي والثقافة البصرية لإبراز دور الفن في حفظ الذاكرة وصناعة السلام.

وستعرف هذه الدورة تكريم المفكرة والشاعرة سعاد الصباح، التي جسدت في مسيرتها الفكرية والإبداعية التقاء الكلمة بالشهادة على العصر والدفاع عن قضايا المرأة والحرية والعدالة وحقوق الإنسان.

كما سيشهد المهرجان كذلك تسليم الجائزة الدولية “ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم”، التي تهدف إلى تكريم شخصيات ومبادرات ساهمت في تعزيز قيم الحرية والكرامة والتعايش بين الشعوب، في انسجام مع الرؤية التي يقوم عليها هذا الحدث الثقافي والحقوقي.

وحسب البلاغ ذاته، ستتوزع أشغال الندوة على جلستين رئيسيتين؛ الأولى حول “التجارب الوطنية في العدالة الانتقالية: دروس وعبر بأفق كوني”، والثانية حول “العدالة الانتقالية كإطار لتوسيع آفاق السلام والعيش المشترك الإنساني”، إلى جانب لقاءات تفاعلية تجمع المخرجين وأعضاء لجان تحكيم الأفلام الوثائقية المشاركة.

وتهدف الندوة إلى بلورة رؤية فكرية وحقوقية حول الترابط بين العدالة الانتقالية وصناعة السلام، وتقديم مقاربة مقارنة للتجارب الوطنية واستخلاص الدروس المشتركة، مع إبراز دور الذاكرة الجماعية والثقافة والفن، وخاصة السينما، في تحويل التجارب إلى موارد للمصالحة، إضافة إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للنساء كضحايا وصانعات للسلام، وصياغة إعلان دولي يؤكد أن العدالة شرط أساسي لبناء سلم عادل وتنمية مستدامة.

وسيختتم هذا الموعد الثقافي والحقوقي بتقديم “إعلان الناظور للسلام والعدالة الانتقالية”، كوثيقة رمزية دولية تؤكد أن كرامة الإنسان والعدالة ركيزتان لأي سلم مستدام، مع الإعلان عن إنشاء شبكة دولية للباحثين والخبراء لدعم النقاش الأكاديمي وتبادل التجارب، وإطلاق منتدى عالمي للسلام والعدالة الانتقالية ليكون موعدا سنويا للحوار والتراكم الفكري والحقوقي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق