ورا السد العالي، فيه كنز مهمل من سنين.. أكتر من 140 مليون طن من الطمي مترسبين في قاع بحيرة ناصر. الطمي ده مش مجرد طين، ده دهب مصر الأسود، لأنه مليان معادن نادرة وعنصر الذهب نفسه بنسب معتبرة. لكن رغم ضخامة الكمية دي، محدش استغلها لحد دلوقتي بالشكل الصح.
والغريب إن الخبراء بيقولوا إن الكنز ده كفيل يغير شكل الصحراء الغربية بالكامل.. طب إزاي؟ وليه لسه ما اتنفذش؟.. ده اللي هنعرفه دلوقتي.
الفكرة بتبدأ بمشروع قومي ضخم.. خط سكة حديد يبدأ من بحيرة ناصر في أقصى الجنوب لحد منخفض القطارة في الشمال الغربي.
القطار ده مش مجرد وسيلة نقل.. ده شريان حياة ينقل الطمي الغني بالمعادن على طول مساره، وفي نفس الوقت يتعمل جنبه خط أنابيب مياه يوصل مياه من توشكى إلى القطارة.
تخيل معايا المنظر.. أراضي صحراوية كانت ميتة، بتتحول تدريجيًا لشريط أخضر مليان حياة.. الطمي يخصّب الأرض، والمياه تخليها صالحة للزراعة فورًا. وده يخلي آلاف الكيلومترات على امتداد الخط صالحة للزراعة في وقت قياسي.
الأراضي دي ممكن تتوزع على مستثمرين مصريين بأسعار رمزية بشرط استخدام تقنيات حديثة زي: الري بالتنقيط، الزراعة في الصوب، وإنتاج محاصيل عضوية مطلوبة عالميًا.

وده يفتح الباب لتصدير منتجات مصرية عالية القيمة، ويرجع على الدولة بعائد بالمليارات سنويًا. كمان ممكن يتعمل شركة وطنية للتكريك والتصنيع المعدني، دورها استخراج الطمي من البحيرة، فصل المعادن منه، وإعادة تدوير الباقي في الزراعة أو البناء.
الفوائد مش زراعة وبس:
1. تخفيف الضغط عن جسم السد العالي وتقليل الطمي اللي بيتراكم وبيأثر على عمر السد.
2. تعميق بحيرة ناصر وزيادة طاقتها الاستيعابية للمياه.
3. خلق مجتمعات جديدة حوالين مسار المشروع، فيها زراعة وصناعة وصيد.
4. تشغيل آلاف الشباب في أعمال الحفر والنقل والإنتاج الزراعي والمعدني.
5. تحريك عجلة الصناعة من خلال مصانع جديدة لمعالجة المعادن والذهب.
كمان المجتمعات اللي حوالين بحيرة ناصر ممكن تشتغل في مجالات زي:
صيد الأسماك ونقلها للأسواق المصرية.
تربية تمساح النيل بطريقة آمنة ومراقبة.
استخدام جلود التماسيح في صناعة الجلود الفاخرة والتصدير.
السياحة البيئية حوالين البحيرة.
أما لما نبدأ نضخ مياه عذبة تدريجيًا في منخفض القطارة، هيتحوّل مع الوقت إلى بحيرة طبيعية في قلب الصحراء الغربية.. ودي هتبقى نقطة جذب عمراني وسياحي وصناعي هائلة.
تخيل منتجعات وموانئ صغيرة ومزارع سمكية، وسط الصحراء اللي كانت مهجورة. ده مشروع ممكن نعتبره حلم مصري جديد.. مش مجرد فكرة هندسية، لكنه تحويل الطمي المهمل إلى ثروة وطنية، وثروة مصرية خالصة هتخلق أجيال جديدة من المزارعين والمستثمرين في قلب الصحراء.
140 مليون طن من دهب مصر الأسود.. مش لازم يفضلوا نايمين ورا السد العالي.. لأن المستقبل ممكن يبدأ من "حبة طين".
0 تعليق