الذهب أم الفضة؟.. لماذا قد تتفوق "الأخت الصغرى" في موجة الصعود القادمة؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الذهب والفضة - أرشيفية

الذهب والفضة - أرشيفية

مصطفى عبدالله

هل تُخفي الفضة فرصة استثمارية لم تُكتشف بعد؟

لطالما ساد الاعتقاد بأن الذهب هو الملجأ الأول والأخير للمستثمرين في أوقات التضخم والاضطرابات الاقتصادية.

ومع ذلك، يشير تحليل معمق لسوق المعادن الثمينة لعام 2025 إلى أن الفضة قد تكون على وشك تحقيق قفزة نوعية تجعلها الخيار الأكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عوائد مرتفعة، خاصة في السوق المصري الذي يواجه ضغوطاً تضخمية.

يُقدّم هذا التقرير تحليلاً موسعاً يقارن بين الفضة والذهب، مستعرضاً السياق التاريخي، وديناميكيات الطلب المتغيرة.

الفضة مُقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية

لفهم القيمة الحقيقية للفضة، يجب العودة إلى النسبة التاريخية بين الذهب والفضة (Gold / Silver Ratio)، والتي تقيس عدد أونصات الفضة اللازمة لشراء أونصة واحدة من الذهب:

كانت الفضة تتمتع بقيمة نسبية أعلى بكثير، فقد عرفت الحضارات الكبرى (كالرومان والحضارة الإسلامية) نسباً تقريبية تراوحت بين 1:7 و1:12.

أما في العصر الحديث اتسعت الفجوة لتصل إلى مستويات تراوحت غالباً بين 1:70 و1:90.

تُشير النسبة المرتفعة حالياً (المُقدَّرة حول 80–90) إلى أن الفضة مُقلَّمة بأقل من قيمتها مقابل الذهب من المنظور التاريخي.

هذه النسبة تُعتبر بمثابة إشارة شراء للمستثمرين الذين يتوقعون تضييق الفجوة لاحقاً.

تحول أنماط الطلب على الفضة

السر الاستثماري في الفضة يكمن في تنوع مصادر طلبها، فهي ليست مجرد ملاذ آمن، بل هي أيضاً مادة حيوية للصناعة.

هذا الطلب يرتفع عادةً كتحوّط ضد التضخم أو عندما يبحث المستثمرون عن بديل أرخص للذهب خلال موجات صعوده القوية.

وتستخدم الفضة بشكل مكثف في التكنولوجيا الحديثة، خاصة في:

الطاقة المتجددة: الطلب المتزايد على الخلايا الشمسية (PV) لتوليد الطاقة الشمسية.

السيارات الكهربائية: الفضة عنصر أساسي في مكوناتها الإلكترونية.

الإلكترونيات والطب: تدخل في صناعة الرقائق والمعدات الطبية عالية الدقة.

إن التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء والبنية التحتية الكهربائية يُشكل ضغطاً متزايداً على العرض المحدود للفضة، ما يخلق حالة فريدة من نوعها تدعم أسعارها بعيداً عن تقلبات الدولار والتضخم فقط.

المخاطر والتوصيات الاستثمارية

على الرغم من الإشارات الإيجابية، يجب على المستثمر إدراك أن الفضة معدن يتميز بتقلبات سعرية أعلى مقارنة بالذهب. وتتركز المخاطر في:

-تغير في تقنيات التصنيع قد يقلل الحاجة للفضة.

-زيادة مفاجئة في المعروض العالمي (اكتشافات مناجم كبرى).

توصيات للمستثمر المصري:

يُنصح بتخصيص جزء معتدل من المحفظة الاستثمارية في الفضة (عبر السبائك أو الصناديق) للاستفادة من كل من التحوّط ضد التضخم والنمو الصناعي.

ونظراً لتقلبات السعر، يُفضّل اتباع استراتيجية الشراء على مراحل (Dollar-Cost Averaging) لتقليل مخاطر الشراء عند الذروة.

مراقبة مؤشرات العرض والطلب السنوية الصادرة عن المؤسسات العالمية، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية وأسعار الذهب.

الفضة في عام 2025 تقف عند تقاطع تاريخي بين انخفاض قيمتها النسبية والقفزة الهائلة في الطلب الصناعي المستقبلي.

هذا التوازن الفريد قد يجعلها أفضل خيار للاستثمار في المعادن الثمينة خلال الفترة القادمة، خاصة لأولئك الذين يتحملون مستوى أعلى من المخاطر بحثاً عن عوائد استثنائية. 

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق