شهدت أكبر صفقات النفط في الجزائر خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025 طفرة لافتة، عززت موقع الدولة شمال الأفريقية بوصفها لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة الإقليمية والدولية، من خلال شراكات إستراتيجية واكتشافات ممتدة داخل حدودها وخارجها.
ووفق مسح أجرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن العقود المُبرمة خلال هذه المدة أبرزت مزيجًا من التعاون الإقليمي والاتفاقيات مع شركات عالمية، وهو ما يعكس المرونة المتزايدة في سياسات الاستثمار والانفتاح على أسواق جديدة.
وكشفت هذه التطورات توجهًا واضحًا لتوسيع دائرة النفوذ الجزائري في صناعة النفط والغاز، سواء عبر الصادرات المباشرة إلى القارة الأفريقية، أو من خلال دخول أسواق جديدة في أوروبا وآسيا، بما يعزز عوائد البلاد النفطية.
وتُظهر الصفقات الموقّعة في الجزائر وليبيا، فضلًا عن عقود التنقيب الكبرى، مسعى الدولة إلى تحقيق توازن بين استغلال مواردها الداخلية والانفتاح على الأسواق الإقليمية، وهو ما يمنح أكبر صفقات النفط في الجزائر بعدًا إستراتيجيًا يتجاوز حدود الاستثمارات التقليدية.
النفط الجزائري إلى نيجيريا – مارس 2025
شهدت أكبر صفقات النفط في الجزائر تطورًا نوعيًا في مارس/آذار 2025، عندما وجدت صادرات البلاد النفطية طريقها إلى نيجيريا للمرة الأولى منذ 3 سنوات، في خطوة وُصِفت بأنها غير مسبوقة على مستوى العلاقات البينية الأفريقية في قطاع الطاقة.
وبلغت صادرات الجزائر إلى نيجيريا نحو 1.38 مليون برميل، بمعدل يومي يصل إلى 44 ألف برميل، وهو ما شكّل تحولًا مهمًا في وجهة الشحنات، التي عادةً ما تذهب إلى أوروبا ثم آسيا بصفتهما أكبر الأسواق المستقبلة للخام الجزائري.
وتوزعت الشحنات بين النفط الخام بكمية 1.0234 مليون برميل، و354.2 ألف برميل من النافثا، في مؤشر على تنوّع الصادرات الجزائرية وتوسعها في الأسواق، ما يعزّز مكانتها ضمن أكبر صفقات النفط في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة.
وتكتسب هذه الخطوة أهمية إضافية كون نيجيريا ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث احتياطيات النفط بعد ليبيا، متفوقة على الجزائر نفسها، وهو ما يجعل التعاون الثنائي في مجال الطاقة مدخلًا إستراتيجيًا لمصالح اقتصادية متبادلة.
قطر للطاقة في الجزائر – يونيو 2025
برز دخول قطر للطاقة في الجزائر بصفته أحد التطورات البارزة خلال يونيو/حزيران 2025، إذ اقتنصت الشركة القطرية العملاقة رخصة للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة "أهارا" بشرق البلاد، ضمن تحالف إستراتيجي واسع النطاق.
وجاءت هذه الخطوة بعد جولة مناقصات 2024 لتراخيص التنقيب، التي شهدت منافسة قوية بين شركات عالمية كبرى، لتكون هذه أول مشاركة لقطر للطاقة في قطاع النفط الجزائري، ما جعلها محط أنظار المتابعين لقطاع الطاقة الإقليمي.
وتشكّل الشراكة التي تضم قطر للطاقة بحصة 24.5%، وتوتال إنرجي الفرنسية بالحصة نفسها مشغّلًا، وسوناطراك الجزائرية بـ51%، أحد أبرز التحالفات الجديدة التي أضافت قيمة نوعية إلى أكبر صفقات النفط في الجزائر عام 2025.
وتفتح هذه الرخصة الباب أمام تعاون أوسع بين الدوحة والجزائر في مجالات الاستكشاف والإنتاج، بما يواكب توجُّه الجزائر نحو جذب استثمارات أجنبية تسهم في دعم خططها لزيادة الإنتاج وتعزيز مكانتها في سوق الطاقة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
صفقة نفطية كبرى – يوليو 2025
شهد يوليو/تموز 2025 توقيع 5 عقود تطوير لتغطية احتياطيات ضخمة تُقدَّر بنحو 700 مليار متر مكعب من الغاز، و560 مليون برميل من النفط الخام، وهو ما أعاد البلاد إلى صدارة المشهد العالمي للطاقة.
وأشرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب على مراسم التوقيع، التي جاءت بعد جولة تراخيص دولية ناجحة حملت اسم "ألجيريا بيد راوند 2024"، ما عكسَ تصميم الحكومة على تعزيز الاستثمارات وتحديث البنية القانونية والتنظيمية.

وامتدت العقود على 5 مربعات استكشافية من أصل 6 مطروحة، بمشاركة 8 شركات دولية، وبمدة 30 عامًا تتضمن 7 سنوات للاستكشاف، واستثمارات تفوق 606 ملايين دولار، وهو ما يعزز وزن أكبر صفقات النفط في الجزائر على المستوى الدولي.
ويمنح هذا التوجه الجزائر قدرة أكبر على استغلال احتياطاتها الكبيرة بطريقة مستدامة، مع الاستفادة من خبرات الشركاء العالميين، في إطار إستراتيجية وطنية تستهدف رفع الكفاءة وتعظيم العوائد في صناعة النفط والغاز.
صفقة سوناطراك وإيني – يوليو 2025
دخلت الجزائر مجددًا دائرة الأضواء خلال يوليو/تموز 2025 بتوقيع صفقة ضخمة بين سوناطراك الجزائرية وإيني الإيطالية لاستغلال حقل زمول الكبر في حوض بركين، شرق حاسي مسعود، في إطار تعزيز الشراكات الإستراتيجية.
يمتد العقد الجديد 30 عامًا قابلة للتمديد، بقيمة استثمارات تصل إلى 1.35 مليار دولار، منها 110 ملايين دولار تخصص لأعمال الاستكشاف خلال السنوات السبع الأولى، ما يجعل الصفقة واحدة من أهم عقود تقاسُم الإنتاج.
وتكتسب هذه الاتفاقية أهمية خاصة كونها أُبرمت بموجب قانون المحروقات الجديد، الذي صُمِّم لتحفيز الاستثمار وزيادة جاذبية قطاع النفط الجزائري، ما جعلها إحدى أبرز مكونات أكبر صفقات النفط في الجزائر خلال الأشهر الـ9 الأول من 2025.
ويسهم المشروع في رفع معدلات الإنتاج المحلي، وتطوير الحقول بشكل أكثر كفاءة، فضلًا عن توسيع التعاون مع الشركات الأوروبية، وهو ما يعزز مكانة الجزائر شريكًا رئيسًا في أمن الطاقة العالمي، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
المصادر..
0 تعليق