استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي صوت الحقيقة الذي سُكت برصاص الفوضى - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صالح الجعفراوي , شهد قطاع غزة مؤخراً تصاعداً خطيراً في أعمال العنف والاشتباكات المسلحة، حيث أفادت مصادر صحفية محلية باستشهاد المصور الصحفي الفلسطيني الشاب صالح الجعفراوي، خلال توثيقه لاشتباكات دارت في حي الصبرة بمدينة غزة. هذه المواجهات اندلعت بين الأجهزة الأمنية وعدد من الميليشيات المسلحة، وسط حالة من التوتر والانفلات الأمني التي تعيشها غزة عقب الهدنة الهشة التي أعقبت عامين من القصف الإسرائيلي المكثف.

استشهاد صالح الجعفراوي

استشهاد صالح الجعفراوي

 

وبحسب شهود عيان، كان الصحفي يوثق بكاميرته تطورات الاشتباك بين كتائب القسام ومجموعة مسلحة يُشتبه في ارتباطها بأجهزة الاحتلال. فجأة، انقطع بثه المباشر، واختفى أي أثر له، ما أثار القلق بين زملائه الذين لم يتمكنوا من الوصول إليه، سواء عبر الاتصالات أو من خلال فرق الإنقاذ التي تواجه صعوبات كبيرة في التحرك داخل الأحياء المتوترة. وقد زاد الغموض حول مصيره مع تداول أنباء أولية عن استشهاده، دون تأكيد رسمي في البداية، وسط دعوات من صحفيين محليين إلى التريث وانتظار مصدر ميداني موثوق.

 

استشهاد صالح الجعفراوي

استشهاد صالح الجعفراوي

بعد إستشهاد الصحفي صالح الجعفراوي ضحايا جدد في طريق العودة إلى الدمار

لم تقتصر الخسائر على الصحفيين، فقد أكدت تقارير ميدانية أن “عناصر الميليشيا” أقدمت على قتل عدد من النازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، في خرق صارخ لحقوق المدنيين ولقواعد الهدنة المعلنة. هذا التصعيد الدموي يُعيد إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني والإنساني في القطاع، حيث لا يزال السكان يعيشون تحت رحمة الاشتباكات الداخلية والانهيار التام للخدمات.

وفي ظل غياب سلطة موحدة وتعدد الأطراف المسلحة، أصبح المدنيون والصحفيون على حد سواء أهدافًا مباشرة في ساحة فقدت الكثير من مقومات الأمان والاستقرار.

 

استشهاد صالح الجعفراوي

استشهاد-صالح-الجعفراوي

صالح الجعفراوي: عدسة لا تعرف الخوف

ولد عام 1998، وكان من أبرز الأسماء الشابة في الصحافة الفلسطينية، حيث لفت الأنظار بأسلوبه الميداني الجريء وتصويره اللحظات الأكثر خطراً في قلب الغارات والمجازر. بدأ مسيرته كمصور حر عام 2019، وذاع صيته خلال عدوان 2023، حين نقل للعالم مشاهد الدمار الإنساني والبطولات اليومية لأهالي غزة.

استخدم صالح كاميرته وهاتفه كأدوات مقاومة، وانتشرت تقاريره المصورة على إنستجرام وتيك توك ويوتيوب، رغم تعرضه مرارًا لحظر حساباته بتهم “خرق معايير النشر”، كما تلقى تهديدات مباشرة من المتحدث باسم جيش الاحتلال، الذي اتهمه بـ”استغلال المآسي”. وهو الاتهام ذاته الذي سبق اغتيال عدد من الصحفيين الميدانيين.

في عام 2024، أصيب بجروح في يده أثناء تغطيته لغارة على حي الشجاعية، لكنه واصل عمله بشجاعة، قائلاً:
“الصحفي في غزة لا يختبئ من الموت، هو فقط يحاول أن يسبق الكاميرا بثانية قبل أن يسقط الركام عليه.

برحيله، تخسر غزة صوتاً جريئاً وعدسة صادقة كانت تنقل للعالم الحقيقة كما هي، لا كما يُراد لها أن تُروى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق