شهدت أكبر صفقات الغاز المسال في مصر خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025 تحولات بارزة، بين محاولات لتأمين إمدادات عبر استئجار وحدات عائمة، وصفقات تصدير محدودة عكست التحديات التي تواجهها القاهرة في سوق الطاقة.
وبحسب بيانات أسواق الغاز المسال العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن مصر وجدت نفسها مضطرة للجمع بين التصدير والاستيراد، بعد أن كانت مصدّرًا صافيًا حتى عام 2023، وهو ما يعكس الصراع بين الإنتاج المحلي وتنامي الطلب.
وأدت الزيادة المتواصلة في احتياجات الكهرباء إلى دفع الحكومة المصرية نحو إبرام صفقات مع شركات عالمية لتوفير شحنات الغاز المسال، إلى جانب استئجار محطات عائمة قادرة على تلبية المتطلبات الفورية.
ومع ذلك، أبرزت أكبر صفقات الغاز المسال في مصر خلال هذه المدة مكانة البلاد بوصفها مركزًا رئيسًا في شرق المتوسط، يجمع بين إمكانات التصدير عبر محطتي إدكو ودمياط، وخطط استيراد لتأمين الاستهلاك المحلي المتنامي.
فوز تحالف مصري – يناير 2025
جاء فوز تحالف من شركات مصرية بعقد ضخم ضمن مشروع الرويس للغاز المسال في الإمارات، ليشكّل إحدى أكبر صفقات الغاز المسال في مصر خلال يناير/كانون الثاني 2025، ويؤكد حضور الشركات المصرية في مشروعات إقليمية كبرى.
وأعلنت شركة أدنوك للغاز ترسية 3 عقود بقيمة 8 مليارات درهم (2.1 مليار دولار)، شملت محطة تكييف أولية ومرافق ضغط وخطوط أنابيب، ما يعزز موقع مشروع الرويس بصفته أول منشأة من نوعها لتصدير الغاز المسال في المنطقة.
ويُبنى المشروع في مجمع حبشان، الذي يُعدّ الأكبر عالميًا لمعالجة الغاز بقدرة تصل إلى 6.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو ما يرسّخ دور الشركات المصرية في تنفيذ عقود البنية التحتية العملاقة.
وتكشف هذه الصفقة قدرة القاهرة على تصدير خبراتها الهندسية والفنية إلى أسواق الطاقة الإقليمية، بما ينعكس إيجابًا على مكانة مصر في مشروعات الغاز العالمية، حسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لمستجدات القطاع.

سفينة إعادة تغويز – مارس 2025
من أبرز أكبر صفقات الغاز المسال في مصر خلال مارس/آثار 2025، جاء إعلان التوصل إلى اتفاق مبدئي مع شركة إكسيليريت إنرجي الأميركية لاستئجار سفينة إعادة تغويز لتأمين إمدادات السوق المحلية.
ويأتي الاتفاق في ضوء امتلاك الشركة الأميركية أسطولًا ضخمًا من وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة، ما يمنح مصر مرونة إضافية لمواجهة الطلب المتزايد على الغاز، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وجاءت هذه الخطوة بالتوازي مع تزايد الاحتياطيات المكتشفة في شرق المتوسط، ورغبة القاهرة بتعزيز دورها في تجارة الغاز المسال عبر البنية التحتية المتطورة لديها، إذ رحّب الجانب الأميركي بهذه الخطوة، لأنها تمثّل شراكة جديدة في سوق الغاز العالمية.
أول شحنة غاز مسال – مايو 2025
سجلت مصر أول شحنة غاز مسال للتصدير إلى آسيا في أبريل/نيسان 2025، لتدخل ضمن أكبر صفقات الغاز المسال في مصر، بعد توقُّف دام عامًا كاملًا بسبب انخفاض الإنتاج المحلي، وتوجيه الإنتاج إلى الداخل على خلفية نقص الكهرباء.
وبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، بلغت الشحنة نحو 48 ألف طن، لتكون أول صادرات منذ أبريل/نيسان 2024، حينما اضطرت القاهرة إلى التوقف عن التصدير للمرة الأولى منذ 2018.
وقبل التوقف، وصلت صادرات الغاز المسال المصرية إلى 0.540 مليون طن في 2024، مقارنة بـ3.38 مليون طن في 2023، ما يعكس التراجع الكبير في الكميات المتاحة للتصدير.
محطة عائمة لاستيراد الغاز المسال – مايو 2025
شهد شهر مايو/أيار 2025 دخول صفقة إنشاء محطة عائمة لاستيراد الغاز المسال ضمن أكبر صفقات الغاز المسال في مصر، بعد توقيع اتفاق بين "إيجاس" وشركة هوغ إيفي المحدودة لمدة 10 سنوات.
وتضمنت الصفقة نشر سفينة "هوغ غاندريا" بميناء سوميد قرب الإسكندرية في الربع الأخير من 2026، بعد تحويلها من ناقلة غاز إلى وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة، إذ سيكون المشروع رابع محطة عائمة تستأجرها القاهرة لتأمين الإمدادات.
وأبرزت الصفقة اعتماد القاهرة المتزايد على الواردات في ظل ارتفاع الطلب المحلي، كما عكست توجُّه مصر إلى حلول طويلة الأجل، تضمن استقرار الإمدادات وتحقيق التوازن بين احتياجاتها الداخلية وقدرتها على الحفاظ على دورها بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة.

صفقات غاز مسال مصرية – يونيو 2025
أعلنت القاهرة إبرام سلسلة من الاتفاقيات في يونيو/حزيران 2025، لتصبح ضمن أكبر صفقات الغاز المسال في مصر، من خلال شراء أكثر من 125 شحنة سنويًا من مورّدين عالميين.
وشملت الصفقات شركات كبرى، مثل أرامكو السعودية، وترافيغورا، وفيتول، وشل، وسوكار الأذربيجانية، بما يعكس تنوّع المورّدين والاعتماد على شبكة واسعة لتأمين الاحتياجات، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ الاتفاقية مع أرامكو السعودية الأولى من نوعها بين القاهرة وشركة عربية منذ استئناف الاستيراد عام 2024، ما يعزّز البعد الإقليمي لشراكات مصر في مجال الطاقة، لا سيما مع المملكة العربية السعودية.
يشار إلى أن القاهرة كانت قد وضعت هدفًا لاستيراد كميات ضخمة من الغاز المسال، تتراوح بين 155 و160 شحنة خلال صيف العام الجاري 2025، لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء، وضمان استقرار الشبكة.
شحنة مثيرة للجدل – سبتمبر 2025
برزت شحنة غاز مسال غادرت محطة إدكو في سبتمبر/أيلول 2025 بوصفها إحدى أكبر صفقات الغاز المسال في مصر، بعدما اتجهت إلى ميناء ساغونتو الإسباني، رغم اعتماد القاهرة على الواردات في المدة الأخيرة.
وغادرت ناقلة "مينيرفا أمورغوس" في 20 سبتمبر/أيلول، محمّلة بشحنة متجهة إلى أوروبا، ما يعكس مرونة البنية التحتية المصرية القادرة على تلبية الطلب العالمي رغم الضغوط المحلية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب بيانات تتبُّع السفن، فإن الناقلة وصلت إلى إسبانيا في 24 سبتمبر/أيلول، لتسجّل أولى الشحنات الأوروبية منذ أشهر، محمّلة بشحنات من محطة إدكو، التي تبلغ سعتها، مع محطة دمياط، أكثر من 12 مليون طن سنويًا.
موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
المصادر..
0 تعليق