تستعد الساحة المسرحية الوطنية لاستقبال تجربة فنية جديدة، من توقيع المخرج والممثل المغربي ياسين أحجام رفقة فرقة “أرض الشاون للثقافات”، وهي عبارة عن عمل جديد بعنوان “عرس الدم”، يرتقب أن يشرع في جولة وطنية بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

مسرحية “عرس الدم”، التي تعتبر إعادة قراءة للنص الكلاسيكي للشاعر الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا، تحمل رؤية معاصرة تنفتح على الخيال الكوني، من دون أن تتنازل عن الجذور المغربية والهوية الثقافية الأصيلة التي لطالما شكلت سمة أعمال أحجام.

يخوض صناع هذا العمل رحلة استكشافية للإنسان وأسئلته الوجودية، من خلال معالجة الصراع الأبدي بين الحرية والقدر والعاطفة والقيود الاجتماعية والطموحات الفردية مقابل الذاكرة الجماعية فوق الركح، في سعي منهم إلى مساءلة القيم والمفاهيم لتكون انعكاسا لما يعيشه الفرد في مجتمعه، مع الاحتفاظ بصدى عالمي يربط الجمهور المغربي بما يحمله التراث المسرحي العالمي من رموز وقيم إنسانية.

وحسب القائمين على المشروع، فإن هذا العمل المسرحي يتماشى مع أهداف الفرقة التي تسعى إلى ترسيخ جماليات مسرحية حديثة تنبع من الواقع المغربي، وتفتح آفاقا للحوار مع التجارب الإنسانية العالمية، بما يتيح للجمهور المغربي متابعة تجربة مسرحية غنية ومتشعبة، تجمع بين الإبداع المحلي والانفتاح على الثقافة العالمية.

اعتمد أحجام في إخراج هذه القطعة على الخصوصية الثقافية المغربية، من خلال لغة مسرحية حية تتسم بالإيقاع والتناغم بين الصورة والحركة، مع الاعتماد على بساطة المشهد وتكثيف الرموز في عناصره البصرية.

كما استخدم تقنيات مسرحية مبتكرة، مثل المساحات المفتوحة للتأويل، والباب ذي الدفتين الذي يرمز إلى حدود الواقع والخيال، في محاولة لإضفاء مساحة للتفاعل مع المتلقي، وترك الحرية لتفسير الأحداث وفق رؤيته الشخصية.

يؤدي أدوار العمل كل من الممثلة جميلة الهوني، قدس جندول، رضا بنعيم، ومنصف قبري، بينما تولى أحجام مهمة اقتباس النص وإخراجه، ليقدم توليفة مسرحية متكاملة تمزج بين الشعر والمأساة والفلكلور الأندلسي، مع تسليط الضوء على قضايا إنسانية عميقة تشمل الحروب الأهلية، وضع المرأة في الأرياف، الظلم الاجتماعي، والانتقام والخيانة، وهي القضايا التي شكلت محور النص الأصلي الذي كتبه لوركا عام 1933.