تسهم مشروعات الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا بتوفير فرص العمل وتحقيق الإيرادات للمزارعين إلى جانب الفوائد البيئية.
وبغضّ النظر عن التحول الجذري الذي شهدته سياسة الطاقة الفيدرالية هذا العام، لا يُمكن إيقاف مسيرة الابتكار بمجال الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة.
ويتضح ذلك جليًا من النسخة الأخيرة من برنامج "جوائز الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا الشمالية" إن إيه إيه إيه" (NAAA).
ويُمثّل هذا البرنامج دليلًا جديدًا على أن هذه الفكرة تتحول من مجرد مشروعات تجريبية إلى مشروع متكامل لخلق فرص العمل وتوفير الكهرباء للمزارع، بحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويُعدّ البرنامج جاهزًا للاعتماد على نطاق واسع، ما يُسهم باستدامة قطاع الزراعة في البلاد خلال الأوقات الصعبة، مع إضافة المزيد من الكيلوواط النظيف إلى شبكة الكهرباء.
فكرة الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا
تتمثل الفكرة العامة للزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا في توفير مساحة للأنشطة الزراعية داخل وحول المصفوفات الشمسية.
وفي الوقت نفسه، يحقق المزارعون إيرادات من خلال تأجير أراضيهم لمطوري الطاقة الشمسية، أو يمكنهم تركيب ألواحهم الشمسية الخاصة لتعويض فواتير الكهرباء.
وأسهمت هذه الحركة في نشأة مجال الطاقة الكهروضوئية البيئية، الذي يركّز على إحياء الموائل الطبيعية داخل المصفوفات الشمسية.

من ناحية ثانية، يمكن للمزارع استضافة عمليات الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية والبيئة الكهروضوئية، مثل موائل الملقحات التي تُفيد إنتاج المحاصيل وتُسهم في استصلاح التربة.
وتُظهر مجموعة متنامية من المنظمات الداعمة أن حركة الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا قد نضجت لتصبح صناعة ناشئة على مرّ السنين، ويُعدّ مؤتمر مزارع الطاقة الشمسية السنوي خير مثال على ذلك.
وأُقيمت فعالية هذا العام بمدينة شيكاغو في أغسطس/آب الماضي، وركّزت على استعمال الطاقة الشمسية الكهروضوئية لإضافة قيمة مترابطة إلى العمليات الزراعية، بما في ذلك خدمات النظم الإيكولوجية والحفاظ على الأراضي، إلى جانب توليد الكهرباء وإنتاج المحاصيل.
ومن بين الأنشطة الأخرى، استضاف الحدث برنامج "جوائز الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا الشمالية"، الذي يهدف إلى عرض المشروعات المبتكرة التي تعالج التحديات الإقليمية، وتغير المناخ، وغيرها من العوامل التي تؤثّر في المزارعين ومجتمعاتهم.
الفائزون بجوائز الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية 2025
تضمَّن برنامج "جوائز الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا الشمالية" لعام 2025 جائزة "مزرعة العام للطاقة الشمسية"، مناصفةً بين جامعة روتجرز في نيوجيرسي ومزرعة "مساحات الفرص" المجتمعية في جنوب فينيكس، بولاية أريزونا.
وسلّط البرنامج الضوء على تطبيق الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في المؤسسات الكبيرة والمنظمات الشعبية الصغيرة على حدّ سواء، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
بتركيزها على الإنتاج والربح في إطار برنامج "المزارعون أولًا"، حظيت جامعة روتجرز بدعم واسع النطاق للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقطاع الزراعة في ولاية نيوجيرسي، بما في ذلك منطقتي التراث والمحافظة على المرتفعات الجبلية وأراضي الصنوبر في الولاية.
وأوضح برنامج "جوائز الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا الشمالية": "تدير جامعة روتجرز 3 مزارع بحثية في جميع أنحاء نيوجيرسي لدراسة طريقة دعم الطاقة الشمسية للمحاصيل والثروة الحيوانية دون الإضرار بها".

ومن الخضراوات والتبن إلى الماعز والماشية، تُحاكي هذه المواقع ظروف المزارع الحقيقية، وتُرشد السياسات على مستوى الولاية، حيث تدعم جامعة روتجرز البرنامج التجريبي للطاقة الشمسية ثنائية الاستعمال الذي أُطلق حديثًا في نيوجيرسي.
ويعتمد جهد جامعة روتجرز على دور الولاية بصفتها إحدى أوائل الجهات التي اعتمدت الطاقة الشمسية.
وقد برزت نيوجيرسي أول ولاية من حيث سعة الطاقة الشمسية المُركّبة في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، وتحتلّ حاليًا المركز الـ12من حيث سعة الطاقة المُركّبة، وهو إنجازٌ مُحترم لإحدى أصغر الولايات الأميركية من حيث المساحة.
وأوضح وزير الزراعة في ولاية نيوجيرسي، إدوارد د. وينغرين، في مقالٍ نشرته جامعة روتجرز: "دأب مزارعو نيوجيرسي خلال العقود الماضية على دمج الطاقة المتجددة في عملياتهم الزراعية، وسيلةً لخفض نفقات الطاقة".
وأكد أن هؤلاء المزارعين "وفروا مصادر دخل إضافية من خلال إعادة بيع الكهرباء المُولّدة من الطاقة الشمسية إلى الشبكة، وتقليل تأثير مزارعهم في تغير المناخ".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق