تواجه أكبر شركة تكرير نفط في العالم أزمةً عميقةً جراء حزمة العقوبات الأميركية المفروضة مؤخرًا على النفط الإيراني.

واستهدفت العقوبات الأخيرة وحدة تابعة لشركة سينوبك (Sinopec) الصينية الحكومية، مسؤولة عن معالجة نحو 9% من إجمالي واردات الصين من الخام، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أدرجت وزارة الخزانة الأميركية شركة ريتشاو شيهوا كرود أويل تيرمينال كو (Rizhao Shihua Crude Oil Terminal Co) في قائمة العقوبات، في إطار تدابير تستهدف أكثر من 50 فردًا وشركة وسفينة متورطة في تصدير الطاقة الإيرانية.

وتخدم محطة "ريتشاو شيهوا" بشكل غير مباشر العديد من مصافي تكرير النفط الصغيرة التابعة لشركة "سينوبك"، والمنتشرة على طول نهر اليانغتسي عبر خطوط أنابيب.

صفعة قوية

تلقت سينوبك صفعةً قويةً جراء العقوبات الأميركية الأخيرة المفروضة على صادرات النفط الإيراني، والتي استهدفت محطة تعالج خُمْس واردات الشركة من الخام، حسبما قال محللون ومسؤولون تنفيذيون في الصناعة.

وتسهم العقوبات المذكورة بتعقيد العلاقات الأميركية الصينية بشكل أكبر؛ وتأتي قبيل مباحثات مخطط لها بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ والمقرر عقدها في وقت لاحق هذا الشهر.

كما تأتي العقوبات في أعقاب قرار اتخذته الصين بتشديد الضوابط على صادرات المعادن الأرضية النادرة؛ وتعكس جهود واشنطن المتواصلة لفرض قيود على تجارة النفط الإيراني مع بكين التي تُعد أكبر عملاء إيران في هذا الخصوص.

قائمة العقوبات

تٌعد محطة النفط الخام "ريتشاو شيهوا" التي تملك "سينوبك" نصف أسهمها، من بين أكبر الكيانات المدرَجة على قائمة العقوبات التي أعدتها وزارة الخزانة الأميركية، والتي تشمل -كذلك- سفنًا لنقل الخام الإيراني وغاز النفط المسال إلى جانب مصفاة صينية مستقلة.

وكانت "ريتشاو شيهوا" الواقعة في مدينة لانشان بمقاطعة شاندونغ، مخصصة لاستقبال النفط الإيراني على متن سفن خاضعة لعقوبات، بحسب ما قالته الولايات المتحدة.

وتمتلك سينوبك نصف أسهم المحطة، عبر وحدة التشغيل اللوجستي التابعة لها سينوبك كانتونز هولدينغ (Sinopec Kantons Holding).

بينما يمتلك ميناء ريتشاو (Rizhao Port) التابع لمجموعة ميناء شاندونج (Shandong Port) المدعومة من الحكومة المحلية نسبة الأسهم المتبقية في المحطة، حسب موقع الأعمال الصيني تشيتشاتشا (Qichacha).

5 محطات خاضعة لعقوبات

تمتلك محطة "ريتشاو شيهوا" 3 أرصفة تقدم الخدمات اللوجستية التي تحتاجها ناقلات النفط العملاقة.

وتعالج أكبر شركة تكرير نفط في العالم غالبية الخام الواصل إلى المحطة، وفق شركة فورتيكسا (Vortexa) المتخصصة في تحليل بيانات الطاقة ومسؤولين تنفيذيين مطلعين.

وترفع الإجراءات الأميركية الأخيرة عدد محطات استيراد النفط الخاضعة لعقوبات في شاندونغ التي تُعد مركزًا لتكرير النفط، إلى 5؛ ما يمثل نصف سعة المقاطعة من حيث استقبال ناقلات الخام العملاقة التي تحمل كل منها مليوني برميل من النفط.

مواني بديلة

تٌعد شاندونغ التي تحوي مصافي تكرير صينية مستقلة، أكبر وجهة لشحنات النفط الخاضعة للعقوبات والآتية من إيران وفنزويلا وروسيا، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال كبير المحللين في شركة إف جي إي (FGE) صمويل كونغ: "مقارنةً بالجولة السابقة من العقوبات المفروضة على المحطات الصينية، فإن التأثير قد يكون أكبر هذه المرة".

ووفق تقديرات "إف جي إي"، يأتي ما يتراوح من 10% إلى 20% فقط من النفط المستورد في محطة "ريتشاو شيهوا" من مصادر خاضعة للعقوبات.

وأضاف: "في المدى القريب، يمكننا رؤية تعطلات في تفريغ الشحنات حول ريتشاو، وربما تسعى سفن محملة بالنفط غير الخاضع لعقوبات للبحث عن مواني بديلة في شاندونغ لتفريغ شحناتها".

أسعار الشحن

ارتفعت أسعار شحن ناقلات النفط العملاقة المارة على المسار الواصل من الشرق الأوسط إلى الصين بنسبة 3% اليوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بدعم من مخاوف تكدس الشحنات أو تأخير عمليات التفريغ بسبب العقوبات، وفق مصادر في قطاع الشحن.

وفي العام الماضي استوردت "سينوبك" نحو 804 آلاف برميل من النفط يوميًا عبر "ريتشاو شيهوا"؛ ما يعادل 20% من إجمالي وارداتها، بحسب بيانات "فورتيكسا".

ولتجنب استعمال المحطة، ستضطر "سينوبك" إلى إعادة توجيه الشحنات إلى مرافق أخرى لتزويد مصفاتين فرعيتين على الأقل، هما سينوبك لويانغ للبتروكيماويات (Sinopec Luoyang Petrochemical) في مقاطعة خنان، وسينوبك يانغتسي للبتروكيماويات (Sinopec Yangzi Petrochemica) في مقاطعة جيانغسو.

يُشار إلى أن المحطتين متصلتان بمحطة "ريتشاو شيهوا" عبر خطوط أنابيب، وتلامس سعتهما التكريرية معًا 420 ألف برميل يوميًا، وفق مسؤولين تنفيذيين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
شركة سبنوبك الصينية تتأثر بالعقوبات الأميركية على النفط الإيراني.