تواضروس , في كلمة روحية عميقة ألقاها قداسة البابا تواضروس الثاني من كنيسة الشهيد مار جرجس بمنشية البكري بالقاهرة، ضمن سلسلة “أصحاحات متخصصة”، توقف قداسته عند المعاني الغنية للمزمور الثالث والعشرين تحت عنوان “الراعي الأمين والرعية الواثقة فيه”. جاءت الكلمة بمثابة دعوة للمؤمنين لتعميق ثقتهم بالله، الذي لا يترك أولاده في أوقات الضيق، بل يسير معهم كراعٍ أمين في كل مراحل الحياة.
البابا تواضروس في تأمله الله… الراعي الذي لا يخذل رعيته
شدد قداسة البابا على أن الله هو الراعي الأمين الذي يقود أولاده إلى المراعي الخضراء، ويمنحهم السلام وسط اضطرابات الحياة. وأوضح أن هذه الصورة ليست فقط تشبيهًا بل هي حقيقة يعيشها كل من يثق بالله ويسلم له حياته. فالمؤمن الذي يؤمن بأن الله معه، لا يخاف حتى في “وادي ظل الموت”، لأن الرب لا يتركه، بل يرافقه، ويحميه بعصاه ويسنده بعكازه.
وفي تأملاته حول المزمور، بيّن البابا أن السيد المسيح شبَّه نفسه بالراعي الصالح، الذي لا يكتفي بسدّ احتياجات الإنسان الجسدية، بل يفيض عليه من العطايا السماوية، ويقوده إلى الكلمة المقدسة التي تروي عطشه الروحي، وتغذي نفسه الجائعة إلى الحق والحياة.
البابا تواضروس يدعو للحياة بالإيمان العملي والطاعة
وأكد البابا أن الثقة في الراعي الأمين يجب أن تترجم إلى إيمان عملي، يظهر في الطاعة لكلمة الله، والثبات في طريق البر، حتى في ظل التجارب والمحن. فالراعي لا يترك رعيته، لكنه ينتظر منها أن تسير خلفه بثقة، وألا تتكل على فهمها الخاص، بل تتبع إرشاده في كل طريق.
كما أشار إلى أن الله لا يعد فقط بالقيادة والحماية، بل يهيئ مائدة لأولاده في وجه أعدائهم، ويملأ حياتهم بالفرح والبركة، ويُغنيهم بروحه. والخير والرحمة هما الثمرتان اللتان تتبعان كل من يسلك في طريق الرب، حتى يسكن في بيت الرب إلى الأبد.
تأمل وتدريب يومي لتجديد الروح
ومن الجوانب العملية التي قدمها البابا تواضروس في كلمته، دعوته للمؤمنين أن يحوّلوا هذا المزمور العظيم إلى تدريب روحي يومي. فقد حثّ الجميع على كتابة آيات المزمور باليد، والترتيل بها في صلواتهم اليومية، لما في هذا من قوة روحية تُجدد الإيمان وتُنعش القلب وتزرع الشوق للحياة الأبدية.
وفي ختام كلمته، شدد البابا على أن ثقة المؤمن في راعيه لا ينبغي أن تكون مجرد كلمات، بل أسلوب حياة، يعيش فيه الإنسان حسب مشيئة الله، ويثبت في كلمته، متيقنًا أن الراعي الأمين لا يترك رعيته أبدًا، بل يسير معها حتى النهاية.
0 تعليق