بيع وشراء ناقلات النفط.. 3 عوامل تحدد حجم الإيرادات طويلة الأجل (تقرير) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعدّ توقيت قرارات بيع وشراء ناقلات النفط المحرك الرئيس للإيرادات طويلة الأجل وفق توجهات الأسواق التي تشهد طلبًا متغيرًا.

وتباينت صفقات المشترين الصينيين والكوريين وفق تطور اتجاهات البيع والشراء في الأسواق الآسيوية منذ عام 2020، حسب تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار تقرير صادر عن شركة "فيسون نوتيكال" الأميركية (Veson Nautical) بعنوان "الوجه المتغير لاتجاهات البيع والشراء الآسيوية"، إلى أنه رغم تصدُّر أرباح الشحن عناوين الأخبار خلال أوقات الذروة والانخفاض، فإن العامل المميز الدائم للربح غالبًا ما يكمن في توقيت عمليات الاستحواذ والبيع.

وسلَّط محللو الشركة الضوء على طريقة صياغة مالكي السفن الآسيويين لإستراتيجيات البيع والشراء استجابةً لدورات السوق منذ عام 2020، مع التركيز على قطاعَي "المدى المتوسط 2" و"الناقلات العملاقة".

توقيت الاستثمار

باستعمال بيانات من قاعدة بيانات "فيسلز فاليو ديلز" لدى شركة "فيسون"، يتتبع التقرير ما إذا كان الاستثمار قد اتّبع توقيتًا مُدروسًا مُعاكسًا للدورة الاقتصادية، أو إستراتيجيات أرباح انتهازية، أو ضرورات إستراتيجية أوسع نطاقًا.

ويُعدّ الاستثمار المُعاكس للدورة الاقتصادية، نظريًا، بسيطًا، ويعني شراء كميات كبيرة عند انخفاض الأسعار وبيعها عند التعافي.

من ناحية ثانية، يُعدّ تنفيذ إستراتيجية "شراء ناقلات النفط بسعر منخفض وبيعها بسعر مرتفع" أمرًا صعبًا"، إذ يتطلب توفُّر رأس مال عند تراجع البنوك، وخبرة تشغيلية لتحمُّل فترات الركود، وثقةً بالاستثمار في ظلّ التوجهات السائدة.

في المقابل، قد يُحقق التوسع المُعاكس للدورة الاقتصادية إيرادات سريعة، ولكنه يُواجه خطر التآكل بمجرد تدفُّق الإمدادات.

ويُحدد تفاعل هذه الأساليب سلوك البيع والشراء الحديث، ويُجسّد تفاعل المخاطر والمكاسب في قطاع الشحن البحري، حيث تعتمد النجاحات والإخفاقات على دقة التوقيت.

ناقلة نفط عملاقة تعمل بالوقود المزدوج
ناقلة نفط عملاقة تعمل بالوقود المزدوج – الصورة من ريفييرا ماريتايم ميديا

تقلبات أسواق ناقلات النفط

شهدت أسواق ناقلات النفط شهدت تقلبات حادة بين عامي 2020 و2025.

فقد ارتفعت أرباح استئجار ناقلات النفط العملاقة لمدة عام واحد من نحو 51 ألف دولار أميركي يوميًا في أوائل عام 2020 إلى 28 ألف دولار أميركي يوميًا بعد عام، قبل أن تتعافى لتتجاوز 40 ألف دولار أميركي يوميًا بحلول عام 2023.

وارتفعت أسعار الناقلات "متوسطة المدى 2" إلى ما يقارب 29 ألف دولار أميركي يوميًا في أوائل عام 2023، قبل أن تنخفض إلى أقل من 20 ألف دولار أميركي يوميًا بحلول منتصف عام 2025.

وتلا ذلك تقلبات في قيم الأصول: تراوحت قيمة ناقلات النفط العملاقة (التي يبلغ عمرها 5 سنوات) بين 61 مليون دولار أميركي في الأسواق الضعيفة و115 مليون دولار أميركي في ذروة نشاطها.

ويوضح هذا التقلب ميل الأسواق إلى تجاوز الحدّ في كلا الاتجاهين، ما يخلق فرصًا للاستثمارات المعاكسة للدورات الاقتصادية والمؤيدة لها، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

صدمة قطاع ناقلات النفط الخام العملاقة

تعرَّض قطاع ناقلات النفط الخام العملاقة لصدمة في أبريل/نيسان 2020، عندما تزامن انهيار الطلب على النفط مع حرب الأسعار السعودية الروسية.

وبالنظر إلى وجود 11% من الأسطول العالمي في مخازن عائمة، وارتفاع أسعار النفط الفورية إلى 190 ألف دولار أميركي يوميًا، ربما كانت النظرية التقليدية لمواجهة التقلبات الدورية توصي بالبيع عند الحاجة. بدورها، فإن التقلبات الشديدة جعلت التوقيت شبه مستحيل.

وتسبَّب غزو روسيا أوكرانيا عام 2022 في تغيير كبير، ما أدى إلى أكبر إعادة توجيه لتدفّقات النفط الخام في التاريخ الحديث.

وانخفض استهلاك أوروبا من النفط الروسي إلى 6% فقط بحلول عام 2024، بينما استوعبت الصين 47%، والهند 37-38%.

ناقلة النفط العملاقة (ريدجبريري بيربوس)
ناقلة النفط العملاقة (ريدجبريري بيربوس) – الصورة من ريفييرا ماريتايم ميديا

تأثير العقوبات في سوق ناقلات النفط العملاقة

جزّأت العقوبات سوق ناقلات النفط العملاقة إلى نظامين: السفن الملتزمة بالعقوبات، وما يُسمى بـ"أسطول الظل"، الذي يُقدّر عدده بين 900 و1650 ناقلة، بمتوسط ​​أعمار يبلغ 18.1 عامًا، مقارنةً بـ 10.4 أعوام للأسطول النظامي.

وقد انقلبت الأوضاع الاقتصادية رأسًا على عقب، حيث حظيت السفن القديمة في القطاعات الخاضعة للعقوبات بعلاوات.

وتنعكس هذه في السوق ذات المستويين في قيم الأصول؛ ففي عام 2025، ارتفعت قيمة ناقلات النفط العملاقة التي يبلغ عمرها 20 عامًا بنسبة 18.1%، والناقلات التي يبلغ عمرها 25 عامًا بنسبة 31.9%، بينما لم ترتفع قيمة السفن التي يبلغ عمرها 5 سنوات إلّا بنسبة 0.5%.

وبيعت ناقلة النفط العملاقة "إيون" (Eon) (بحمولة 307,300 طن ساكن) في يوليو/تموز 2025، مقابل 44 مليون دولار أميركي، وسط ضعف متوسط ​​المدة 1992-2025، البالغ 22.3 مليون دولار أميركي.

في هذا الإطار، تتعرض نماذج التسعير التقليدية للتشويه بسبب الطلب الناجم عن العقوبات.

ونتيجة لوصول أسعار بناء السفن الجديدة إلى نحو 130 مليون دولار أميركي، ووصول سجل الطلبات إلى 16% من إجمالي الأسطول، وتباطؤ الواردات الصينية، فإن هذا يشير إلى احتمالات محدودة للنمو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق