تٌعدّ المعادن الأساسية في نيجيريا مصادر مهمة لتحقيق الأهداف المناخية للبلاد، وتقليل الانبعاثات في القطاعات التي يعتمد تشغيلها على الوقود الأحفوري.
تمتلك نيجيريا احتياطيات هائلة من الليثيوم والكوبالت والنيكل والعناصر الأرضية النادرة، وهي عناصر أساسية لتقنيات الطاقة النظيفة العالمية، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويمكن لهذه الموارد، إذا استُعمِلَت بشكل مستدام، أن تُساعد نيجيريا على تحقيق أهدافها المناخية وتنويع اقتصادها.
وعلى الرغم من إمكاناته، يواجه قطاع المعادن الأساسية في نيجيريا عقبات كبيرة، منها عدم كفاية البيانات الجيولوجية، وانخفاض تمويل الاستكشاف (2.5 مليون دولار فقط مقابل 147 مليون دولار في ساحل العاج)، وضعف القدرات المؤسسية، وتعقيدات عمليات التجارة والتصدير.
أهمية المعادن الأساسية في نيجيريا
يمكن لموارد المعادن الأساسية في نيجيريا، بما في ذلك المعادن الحيوية، أن تساعد البلاد على تحقيق أهدافها المناخية، وأن تصبح موردًا عالميًا رئيسًا، ما يعزز النمو الاقتصادي.
وفي ظل توجهات التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتزايد استعمال السيارات الكهربائية، يتعين على نيجيريا إعادة النظر في إستراتيجيتها للطاقة لتحقيق التوازن بين النفط والغاز والفرص الجديدة التي يتيحها تحول الطاقة العالمي.
جاء هذا في تقرير نشره معهد أبحاث السياسات الأفريقية "إيه بي آر آي" (APRI)، الذي يُسلّط الضوء على الحاجة إلى إستراتيجية وطنية شاملة للمعادن الأساسية في نيجيريا، وإصلاحات في قوانين التعدين والأراضي لتوسيع نطاق المشاركة المحلية، وزيادة التمويل للاستكشاف ورسم الخرائط الجيولوجية وقدرات التكرير.

وأشار التقرير إلى أن انتقال نيجيريا إلى اقتصاد منخفض الكربون يتطلب تركيزًا إستراتيجيا على القطاعات الأكثر إسهامًا بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد.
وسلّط الضوء على قطاعات الطاقة والنقل والزراعة والتصنيع/الصناعة أهدافًا رئيسة لإزالة الكربون، ويُشير إلى أن المعادن الأساسية ضرورية لهذا التحول.
وبالنظر إلى قطاع الطاقة، يُظهر التقرير أن هذا القطاع مسؤول عن نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في نيجيريا، ويعود ذلك أساسًا إلى استخراج واستعمال الوقود الأحفوري.
المعادن الأساسية في نيجيريا قد تعزز خفض الانبعاثات
من المتوقع أن تساعد المعادن الأساسية في نيجيريا على تعزيز خفض الانبعاثات، خصوصًا في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة.
وأشار تقرير معهد أبحاث السياسات الأفريقية "إيه بي آر آي" إلى أن كثافة الكربون في قطاع الطاقة تنبع من اعتماده على النفط والغاز لتوليد الكهرباء والأنشطة الصناعية.
وأكد التقرير أهمية التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأضاف: "تعتمد هذه التقنيات على معادن أساسية مثل السيليكون (للألواح الشمسية)، والعناصر الأرضية النادرة (لتوربينات الرياح)، والنحاس (للأسلاك الكهربائية).
وأورد أنه "من خلال تطوير مواردها المعدنية الأساسية، يُمكن لنيجيريا تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة".

بخصوص قطاع النقل، أكد التقرير أن هذا القطاع يُمثّل مصدرًا رئيسًا لانبعاثات غازات الدفيئة، ويعود ذلك إلى حدّ كبير للاستعمال الواسع النطاق للسيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف التقرير: "يُعدّ اعتماد السيارات الكهربائية أمرًا أساسيًا لإزالة الكربون من قطاع النقل، حيث تتطلب السيارات الكهربائية الليثيوم والكوبالت والنيكل لبطارياتها".
ومن خلال الاستثمار في استخراج ومعالجة هذه المعادن، يُمكن لنيجيريا دعم الإنتاج المحلي واستعمال السيارات الكهربائية، ما يُقلل بشكل كبير من الانبعاثات الناتجة عن النقل البري.
فيما يتعلق بقطاع التصنيع والصناعة، أشار التقرير إلى إمكان إزالة الكربون من خلال اعتماد تقنيات موفرة للطاقة والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
في المقابل، يُعدّ الهيدروجين الأخضر، المُنتَج باستعمال معادن أساسية مثل البلاتين، والمدعوم بالطاقة المتجددة، حلًا محتملًا لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة مثل إنتاج الصلب والأسمنت.
فيما يتعلق بالزراعة، أوضح التقرير أن الزراعة الدقيقة، التي تستعمل تقنيات تعتمد على معادن أساسية مثل العناصر الأرضية النادرة، يمكن أن تُحسّن استهلاك الأسمدة والمياه، ما يُقلل الانبعاثات.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُساعد تطوير أسمدة صديقة للبيئة، تتطلب معادن أساسية مُحددة، في تقليل الانبعاثات المُرتبطة بالأسمدة الصناعية التقليدية.
وذكر التقرير أنه يُمكن استعمال تقنيات الطاقة المتجددة، المُدعمة بالمعادن الأساسية، لكهربة العمليات الزراعية، ما يُقلل الاعتماد على الآلات التي تعمل بالديزل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- "نيجيريا: المعادن الحيوية مفتاح تحول الطاقة"، من مجلة "إي إس آي أفريكا"
- "تطوير قطاع المعادن الحيوية في نيجيريا لدعم تحول الطاقة العالمي"، من "معهد أبحاث السياسات الأفريقية"
0 تعليق