السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين "طوق نجاة" المُصنعين من المنافسة الأميركية الصينية - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

باتت السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين الخيار الأمثل لعدد من كبار منتجي الصناعة، في ظل استمرار تسجيل الطرازات الكهربائية تراجعًا ملحوظًا في السوق العالمية، وتفاقم الصراع التجاري بين أميركا والصين.

وتأثرت الشركات المُصنّعة في المقام الأول بهذا الارتباك، وانعكس هذا في صورة إعلانات متوالية لإلغاء خطط السيارات الكهربائية ومستهدفاتها، أو إرجائها.

وعاودت شركات كبرى ضخ الاستثمارات في محركات السيارات التقليدية، لتحديثها وملاءمتها متطلبات السوق الحالية، وفق تحليل تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبالإضافة إلى تعديلات خطط الشركات، قسّم التحليل متغيرات سوق السيارات العالمية إلى 3 مناطق رئيسة: أميركا وأوروبا والصين، إذ ظهرت قوى في هذه الأسواق قلبت المعادلة العالمية.

الشركات تختار السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين

بدأت دفة الشركات المنتجة تميل باتجاه السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين، رغم ضخّ عدد لا بأس به استثمارات بمليارات الدولارات في الطرازات الكهربائية.

واختارت بعض الشركات اتجاهًا أكثر إثارة للجدل، بالبحث وراء إطالة أمد محركات الاحتراق الداخلي في السيارات التقليدية، بدلًا من السعي للتناغم مع الأهداف المناخية العالمية.

عَدَّ الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، أن ما تمرّ به صناعة السيارات من تحولات يعدّ "نقطة مفصلية"، خاصة مع توقُّف الحكومات عن منح إعفاءات ضريبية وامتيازات مالية للسيارات الكهربائية.

وقال، إن انخفاض المبيعات الكهربائية إلى 5% -مقارنة بـ10% حاليًا- لن يكون أمرًا مفاجئًا.

  • جنرال موتورز

تضخ شركة جنرال موتورز 900 مليون دولار لتطوير محرك للشاحنات الهجينة والعاملة بالبنزين وسيارات الدفع الرباعي، وتسعى لإنتاج محرك في 8 (V8) أكثر نظافة.

  • ستيلانتس

تخطط مجموعة ستيلانتس إلى إعادة تطوير محرك من طراز هيمي في 8 (Hemi V8)، ودمجه في: شاحنات رام الخفيفة، وسيارات دودج تشارجر، العاملتين بالبنزين.

  • تيسلا

أطلقت تيسلا -قبل أسبوع- تحذيرًا من تغيير اللوائح التنظيمية الأميركية بشأن قواعد الانبعاثات، مبررةً ذلك بأنها ستؤثّر سلبًا في صحة الإنسان، وسيكون لها تداعيات اقتصادية.

شحن سيارات تيسلا في محطات شحن عامة
شحن سيارات تيسلا في محطات شحن عامة - الصورة من motoring electric
  • بورشه

حذّرت شركة بورشه الألمانية المتخصصة في تصنيع السيارات الرياضية من خسائر تشغيلية تُقدَّر بنحو 1.8 مليار يورو (ما يقرب من ملياري دولار أميركي) نتيجة التراجع عن التصنيع الكهربائي مقابل التوسع في السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين.

(اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا)

  • بي إم دبليو وتويوتا

أمسكت شركتا "بي إم دبليو" الألمانية وتويوتا اليابانية بالعصا من منتصفها، باتّباع إستراتيجية مرنة في تصنيع طرازات مختلفة تتوافق مع الطلب المتنوع.

  • هوندا

قلّصت شركة هوندا اليابانية حجم إنفاقها على السيارات الكهربائية، ومن بينها تأجيل استثمار بقيمة 11 مليار دولار، كان مخصصًا لتطوير مصنع سيارات وبطاريات في كندا لمدة عامين.

  • هيونداي

تستهدف شركة هيونداي الكورية جنوبية إطلاق شاحنات متوسطة الحجم في السوق الأميركية، دون الإفصاح عن نوعها حتى الآن.

دلالات مبيعات السيارات

لتوضيح أسباب العودة العكسية إلى السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين مرة أخرى، يتعين النظر إلى العوامل المؤثّرة سلبًا في مبيعات السيارات الكهربائية.

وتراجع الطلب على السيارات الكهربائية في السوق الأميركية، مدفوعًا بقرار الرئيس دونالد ترمب بإلغاء كل من: الإعفاءات الضريبية على الطرازات العاملة بالبطاريات، وقواعد الانبعاثات.

ومقابل التراجع الكهربائي في أميركا، تزداد توقعات ارتقاع مبيعات السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين، إذ سجلت مبيعات "تويوتا" الهجينة ارتفاعًا عزز المبيعات العالمية للشركة خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري.

وتوقعت شركة "أليكس بارتنرز" تراجع المبيعات الكهربائية في أميركا لما يقرب النصف، وشملت توقعاتها لمبيعات العام المقبل: 7% للكهربائية، 68% للسيارات العاملة بالبنزين، 22% للسيارات الهجينة، حسب تحليل فايننشال تايمز.

وبحلول عام 2030، قد تصل السيارات الكهربائية في أميركا إلى 18% من إجمالي المبيعات، مقابل 40% في مستهدف أوروبا، و51% في الصين.

ويتكرر سيناريو التحول ذاته بالنسبة السوق الأوروبية وبريطانيا رغم استحواذ المبيعات الكهربائية على 20% من التسجيلات الجديدة في شهر أغسطس/آب الماضي.

وتخوض دول الاتحاد مشاورات مع مصنّعي السيارات، لبحث تخفيف حظر محركات البنزين المخطط له بحلول 2035، والسماح بتطوير أنواع أخرى، مثل السيارات الهجينة.

أمّا الصين، فكانت في مسار منفصل يشهد تفوقًا في التحول الأخضر لقطاع النقل ويحقق إنجازًا للمرة الأولى، إذ توقَّع محللون أن تتفوق مبيعات السيارات الكهربائية في بكين على نظيرتها العاملة بالبنزين العام الجاري.

سيارة بي واي دي أتو 3 الكهربائية
سيارة بي واي دي أتو 3 الكهربائية- الصورة من وكالة رويترز

الحرب الأميركية الصينية

تواجه الحرب التجارية الأميركية الصينية اتهامًا بالوقوف وراء إرباك صناعة السيارات، إذ شهدت السوق مؤخرًا عوامل مؤثّرة عدّة.

فمن جهة، تسببت الرسوم الجمركية المفروضة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب في رفع تكاليف الصناعة، ومن جهة أخرى تغرق الصين السوق العالمية بطرازات كهربائية زهيدة التكلفة.

وقد يؤدي تراجع الاعتماد على السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين إلى إفساح مجال أكبر لاستحواذ الصين على قطاع السيارات الكهربائية العالمي.

وتراجع إنتاج بكين من السيارات العاملة بالبنزين، من 28.1 مليون سيارة في 2017، إلى 18.6 مليون سيارة العام الماضي، مقابل طفرة في استثمارات السيارات الكهربائية والاستحواذ على ثلثي مبيعاتها العالمية.

وبجانب ذلك، تسيطر أكبر الاقتصادات الآسيوية على 70% من سوق البطاريات العالمية، وكذلك سوق المعادن الرئيسة للصناعة ومكونات الكاثود.

وقد يؤدي التفوق الصيني بصفة أكبر سوق سيارات إلى تعميق فجوة الصناعة العالمية، مقارنة بالتباطؤ الأميركي والأوروبي في التحول بعيدًا عن السيارات التقليدية.

وتؤدي هذه العوامل إلى إطالة أمد مرحلة السيارات الهجينة والعاملة بالبنزين، إذ شدّد محللون على أن استعمال محركات الاحتراق الداخلي لن يتوقف قريبًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق