يثير اختيار البرازيل لمنطقة بيليم الواقعة في غابات الأمازون المطيرة، لاستضافة فعاليات قمة الأمم المتحدة للمناخ القادمة (كوب 30)، مخاوفَ من أن التحديات اللوجستية لهذا الموقع قد تؤدي إلى توتُّر يهدد بتحويل الانتباه عن الهدف الرئيس للقمة.
في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لانطلاق قمة المناخ كوب 30، بين يومي 10 و21 نوفمبر/تشرين الثاني (2025)، يواجه قطاع الطاقة ضغوطًا متزايدة لتحقيق توازن بين إنتاج الوقود الأحفوري وأهداف الحياد الكربوني.
ويُشير اختيار منطقة الأمازون لاستضافة القمة إلى تغيير مُتعمد في التركيز، يضع الصحة البيئية للكوكب في مقدمة أولوياته، لكن شكاوى عدم توفر غرف فندقية وارتفاع الأسعار الهائل للوحدات السكنية في المنطقة، لدرجة دفعت بعض الدول لإعلان احتمال عدم مشاركتها، بدأت تطغى على الأحداث.
ورغم مطالبات بنقل موقع قمة كوب 30، فإن البرازيل أصرّت على بيليم، مؤكدةً أنها تستعد لتلبية احتياجات الزوّار المتوقعين من أنحاء العالم، الذين يصل عددهم إلى عشرات الآلاف، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
عدد ضيوف قمة المناخ كوب 30 قد يتجاوز 60 ألفًا
من المتوقع أن يشارك أكثر من 60 ألف زائر في قمة المناخ- كوب 30، التي ستُعقَد في البرازيل الشهر المقبل، وقال حاكم ولاية بارا، التي تضم بيليم، هلدر باربالهو: "إن كوب 30 سيكون فرصة لإجراء مناقشات في قلب أكبر غابة مطيرة في العالم".
واستعدادًا لاستقبال عشرات الآلاف من الزوار، تجري عمليات تطوير ضخمة للبُنية التحتية في بيليم، بالتنسيق بين حكومتي الولاية والفيدرالية، إضافة إلى البلديات، إلّا أن استهلاك الطاقة لحدث ضخم مثل كوب 30، من المقرر استضافته في منطقة نائية، لا يمر بسهولة للمتابعين والمهتمين ووسائل الإعلام.
ووضعت رئاسة القمة برنامجًا يغطي أكثر من 30 قضية مترابطة، ووُصفت بأنها "حافز للتنفيذ والشمول"، إذ يشير إلى إدراك أن العمل المناخي الفعّال يجب أن يتضمن تغييرات منهجية في جميع القطاعات الاقتصادية، مع كون صناعة الطاقة عنصرًا أساسيًا.
وبالنسبة للرؤساء التنفيذيين في قطاع الطاقة، فإن أيام قمة المناخ تقدّم فرصًا متعددة للمشاركة، من خلال مناقشات تمويل الطاقة المتجددة إلى إستراتيجيات إزالة الكربون من عمليات الوقود التقليدي.
ويوفر تنوّع القضايا المطروحة فرصًا لإطلاق مبادرات خاصة بكلّ قطاع، ويسلّط الضوء على فرص التعاون بين مختلف القطاعات، خاصة بين منتجي الطاقة وشركات التكنولوجيا ومستهلكي الطاقة، على نطاق واسع.

مزايا بيليم وعيوبها
يرى بعضهم أن اختيار بيليم -الواقعة في غابات الأمازون المطيرة- لتكون مقرًا لقمّة المناخ القادمة كوب 30 في البرازيل، أمر له مزايا وعيوب.
فالغابات المطيرة وما يحدث فيها تمنح المشاركين فرصة لتسليط الضوء على أزمة المناخ، لكن أُثيرت مخاوف بشأن البصمة الكربونية المرتبطة بالسفر الدولي إلى مناطق نائية، والتأثير البيئي المحتمل لعشرات الآلاف من الزوار في النظم البيئية المحلية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، شدد رئيس القمة أندريه كوريا دو لاغو على أهمية الحضور الشخصي للشركات والمنظمات غير الحكومية في مقرّ القمة الرسمي.
وبينما يتساءل بعضهم عن التكلفة البيئية، مقابل المكاسب الرمزية، يعتقد آخرون أن تجربة الأمازون المباشرة يمكن أن تحفّز التزامات أكبر من الشركات، خاصة من قطاعَي الطاقة والموارد.
وتُسلّط استضافة البرازيل قمّة المناخ القادمة الضوء بصفة عامة على سياساتها المتعلقة بالمناخ والطاقة بشكل كبير، إذ إن لديها سجلًا بيئيًا معقّدًا، يتميز بإزالة الغابات المستمرة في منطقة الأمازون.
غير أن السنوات الأخيرة شهدت مجهودات لمراقبة الغابات المطيرة، وللحدّ من قطع الغابات وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، خلال الاستعدادات للقمّة في 2025.
كما رفعت الحكومة البرازيلية أهدافها المناخية في المدة السابقة للقمة، وتسعى حاليًا إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 59% و67% بحلول عام 2035.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق