من المقرر بدء خطوات تنفيذية في حقل الريشة الأردني لاستغلال الاحتياطيات المكتشفة، التي تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز، من خلال حفر 80 بئرًا.

وفي هذا الإطار، رعى وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة توقيع اتفاقية إستراتيجية بين شركة البترول الوطنية والشركة الكويتية للحفريات، اليوم الخميس 9 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، لتنفيذ مشروع حفر 80 بئرًا جديدة في حقل الريشة الغازي.

تبلغ تكلفة أعمال الحفر في حقل الريشة الأردني -وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- 174 مليون دولار، وفق نظام تسليم المفتاح خلال 4 سنوات.

ووقّع الاتفاقية عن شركة البترول الوطنية مديرها العام المهندس محمد الخصاونة، وعن الشركة الكويتية للحفريات رئيس مجلس إدارتها الدكتور عبد العزيز الراشد، بحضور رئيس مجلس إدارة شركة البترول الوطنية المهندس ليث القاسم، ونائب المدير العام مهند الردايدة.

التنمية في الأردن

أكد الخرابشة، خلال حفل التوقيع، أن الاتفاقية تشكّل محطة مهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية في الأردن، مشيرًا إلى أن المشروع يمثّل دافعًا رئيسًا لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني بما يتوافق مع رؤية التحديث الاقتصادي.

وأضاف الخرابشة أن الوزارة ماضية بدعم جهود الاستكشاف والتطوير في مختلف مناطق المملكة، لافتًا إلى أن هناك توسّعًا في مجال حفر الآبار من خلال الوزارة والشركات العاملة.

وقال: "وصلت المناطق المستهدفة بأعمال الحفر والاستكشاف في الأردن إلى 9 مناطق من أصل 12"، آملًا ان تقود الجهود الى نتائج إيجابية تسهم في تحقيق مستهدفات القطاع في رؤية التحديث الاقتصادي.

ويضع الخرابشة خطط تكثيف جهود التنقيب عن الغاز والنفط والثروات الطبيعية، خاصة في حقل الريشة، واستثمار الكميات المحتملة، على رأس أولوياته خلال السنوات الـ4 المقبلة، لدعم القطاعات الصناعية وقطاع الطاقة.

وتتضمن الخطط تنفيذ حملات استكشاف جيولوجية وجيوفيزيائية جديدة، وتطوير الحقول المكتشفة مثل حقل السرحان وحقل حمزة، واستقطاب الشركات العالمية لاستكشاف موارد النفط والغاز في مناطق واعدة، بهدف رفع نسبة الاكتفاء الذاتي وتعزيز أمن الطاقة الوطني.

الشركة الكويتية للحفريات

من جانبه، شكر الراشد الحكومة الأردنية على الثقة بالشركة الكويتية للحفريات، إذ يرى أن توقيع الاتفاقية تجسيد للعلاقات الأخوية بين البلدين، متطلعًا إلى مزيد من الشراكات في مشروعات جديدة سعيًا لتعزيز الإنتاج وتحقيق أمن التزود بالطاقة في الأردن.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة البترول الوطنية المهندس ليث القاسم أن المشروع يأتي استمرارًا لجهود شركة البترول الوطنية في تطوير حقل الريشة الأردني من خلال تنفيذ دراسات للمخزون وحفر المزيد من الآبار، بهدف رفع معدلات الإنتاج وزيادة نسب النجاح في عمليات الحفر.

وأشار إلى أن الشركة الكويتية للحفريات كانت قد أنهت مؤخرُا حفر 10 آبار جديدة بالنظام ذاته، وقدّمت أداءً متميزًا خلال تنفيذها المشروع السابق.

وتعمل شركة البترول الوطنية بالتوازي على تطوير البنية التحتية للمنشآت الإنتاجية لاستيعاب الكميات الإضافية من الغاز الطبيعي، وضمان جاهزية المرافق لمواكبة النمو المتوقع في الإنتاج.

وكانت شركة البترول الوطنية قد أطلقت في أبريل/نيسان الماضي إجراءات طرح عطاء تأهيلي لحفر آبار على أساس تسليم مفتاح في حقل الريشة الغازي لحفر 80 بئر غاز.

وتعدّ الاتفاقية أول تحرُّك من الأردن لاستغلال احتياطيات حقل الريشة التي كُشِفَت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتُقدَّر بنحو 14.6 تريليونات قدم مكعبة وفق السيناريو الأعلى الذي وضعته شركة شلمبرجيه العالمية.

بيع غاز حقل الريشة

أبرمت شركة البترول الوطنية خلال المدة الماضية، في إطار تنويع استعمال الغاز الطبيعي، عددًا من اتفاقيات بيع وشراء الغاز مع شركات تقوم بضغط وتسييل الغاز المنتج من حقل الريشة ونقله بوساطة صهاريج متخصصة إلى مختلف مناطق المملكة، ما يسهم في توسيع قاعدة مشتري الغاز وتحفيز الصناعات المحلية المعتمدة عليه.

ويُنفَّذ المشروع بتمويل ذاتي من شركة البترول الوطنية من خلال إيرادات مبيعات الغاز، إلى جانب دعم حكومي بقيمة 87 مليون دينار (122.71 مليون دولار)، ضمن خطة الشركة الإستراتيجية الرامية إلى رفع مستويات الإنتاج وزيادة إسهام الغاز المحلي في خليط الطاقة الوطني، وصولًا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي عبر إحلال الغاز الوطني محل المستورد، بما يعزز أمن التزود بالطاقة.

كما تسعى الشركة من خلال المشروع إلى تشجيع إقامة صناعات بتروكيماوية وتحويلية وتعدينية تعتمد على الغاز الطبيعي مصدرًا رئيسًا للطاقة، بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

يُشار إلى أن الشركة الكويتية للحفريات كانت قد فازت بالعطاء بعد منافسة مع عدد من الشركات، إذ حصلت على الترتيب الأول فنيًا وماليًا في التقييم النهائي.

ويُشكّل حقل الريشة، الواقع في المنطقة الشمالية الشرقية، حجر الأساس في خطة زيادة إنتاج الأردن من الغاز إلى 200 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2030.

قدّرت شركة شلمبرجيه احتياطيات حقل الريشة القابلة للاستخراج وفق السيناريو الأعلى بنحو 6.65 تريليون قدم مكعبة، وأن عملية استغلال هذا الغاز تتطلب برنامج حفر مكثفًا.

وتمثّل الكميات المكتشفة في حقل الريشة الأردني للغاز الطبيعي نقلة مهمة بتاريخ قطاع الطاقة في المملكة، التي تستورد نحو 90% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من الخارج.

وحسب التقدير المتوسط لاكتشاف الغاز في حقل الريشة، فإن الكميات تُقدَّر بـ11.99 تريليون قدم مكعبة، ويمكن استخراج 4.67 تريليون قدم مكعبة حينها.

ويُعَدّ حقل الريشة الأردني الوحيد المنتج للغاز الطبيعي في البلاد، وفي حالة الاستغلال الجيد لموارده، بتطويرها والعمل على الاستفادة منها، يمكن أن تتحول المملكة إلى دولة مصدّرة للغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..