كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تراجع كبير في معدل تصريف المياه من سد النهضة الإثيوبي، حيث انخفض التصريف إلى 135 مليون متر مكعب خلال يوم 8 أكتوبر 2025، مقارنة بمستويات مرتفعة سجلت سابقًا وصلت إلى 776 مليون متر مكعب يوم 27 سبتمبر 2025.
هذا التراجع يعادل تقريبًا معدلات التصريف قبل بدء تشغيل السد، رغم أن الإيراد اليومي للنهر يبلغ حوالي 250 مليون متر مكعب.
افتتاح سد النهضة الرسمي رغم توقف التوربينات
على الرغم من الإعلان الرسمي عن افتتاح سد النهضة في 9 سبتمبر 2025، أوضح شراقي أن التوربينات الثلاثة عشر لم تعمل آنذاك. وتستدل على ذلك من عدة مؤشرات، منها عدم وجود دوامات في أحواض التهدئة أمام محطات الكهرباء، وفتح أربعة بوابات من المفيض العلوي لتصريف أكثر من 500 مليون متر مكعب يوميًا، مما يدل على أن توليد الكهرباء لم يكن قائمًا. كما أظهر عداد التشغيل داخل محطة الكهرباء صفرًا خلال تفقد المسؤولين للسد يوم الافتتاح.
فيضان سد النهضة.. زيف الادعاءات الإثيوبية
أوضح شراقي أن إثيوبيا اضطرت إلى زيادة تفريغ المياه من السد بعد ارتفاع منسوب المياه فوق الحد الأقصى عند 641 مترًا، ما أدى إلى فيضان من الممر الأوسط وفتح أربعة بوابات من المفيض العلوي.
سجل التصريف أرقامًا مرتفعة بين 600 و776 مليون متر مكعب يوميًا في الفترة من 16 إلى 30 سبتمبر، ووصلت المياه إلى الخرطوم بعد 4 إلى 6 أيام، حيث سجل النيل منسوبًا قياسيًا عند 16.52 مترًا في 23 سبتمبر، متجاوزًا منسوب الفيضان (16.50 متر).
ورغم ادعاءات إثيوبيا بأن الفيضان ناجم عن تغيرات مناخية، أكد شراقي أن الفيضان وتطابقه مع فترة التصريف العالي يكشفان زيف هذه الادعاءات ويثبتان أن السبب الحقيقي هو التصريف الكبير من السد.
السد العالي يتصدى ويثبت متانته
استقبل السد العالي في مصر مياه الفيضان القادمة من سد مروى في السودان، والتي بلغت نحو 600 مليون متر مكعب يوم 8 أكتوبر 2025، مما أسهم في استكمال الإيراد السنوي للسد. وأشار شراقي إلى أن منسوب بحيرة ناصر ارتفع بصورة طبيعية، كما أن مفيض توشكى ظل مغلقًا حتى 6 أكتوبر، مما يعكس التحكم الجيد في إدارة المياه وعدم وقوع أي أزمات.
مصر تظل في موقع القوة
تؤكد المعطيات الحديثة أن مصر نجحت في إفشال رهانات إثيوبيا على زيادة التصريف من سد النهضة، إذ تراجعت كميات المياه المصروفة بشكل حاد إلى مستويات ما قبل تشغيل السد، بينما يبقى السد العالي شامخًا كحصن منيع أمام التحديات المائية في المنطقة.
0 تعليق