الذهب يتراجع بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. المعدن النفيس يحافظ على بريقه فوق حاجز 4000 دولار للأوقية - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال التعاملات الآسيوية اليوم الخميس، عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ما أدى إلى انخفاض الإقبال على الملاذات الآمنة، رغم بقاء المعدن الأصفر قريبًا من مستوياته القياسية الاخيرة.

تأثير وقف إطلاق النار على الأسواق العالمية

جاء تراجع الذهب عقب توصل الجانبين إلى المرحلة الأولى من اتفاق سلام برعايةمصر والولاياتالمتحدة، ما انعكس فورًا على معنويات المستثمرين وأحدث موجة من التفاؤل في الأسواق العالمية.

وأفادت منصة "إنفستنج" المتخصصة في التحليلات الاقتصادية بأن الاتفاق بين حماس وإسرائيل ساهم في تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، في الوقت الذي ارتفعت فيه شهية المخاطرة بالأسواق المالية، وتراجعت أسعار النفط العالمية بالتزامن مع الإعلان.


الذهب يحافظ على مستوياته التاريخية

رغم التراجع الطفيف، ظل الذهب قريبًا من قممه القياسية التي سجلها في الأيام الماضية، حيث انخفض السعر الفوري بنسبة 0.1% إلى 4039.34 دولارًا للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.3% لتصل إلى 4056.67 دولارًا للأوقية.

وكان المعدن النفيس قد سجل في وقت سابق من اليوم أعلى مستوى تاريخي جديد بلغ 4059.34 دولارًا للأوقية، بعد تجاوزه للمرة الأولى حاجز 4000 دولار، في مؤشر على استمرار الدعم القوي للمعدن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

عوامل اقتصادية تدعم الذهب رغم التراجع

ولا يزال الذهب مدعومًا بعدة عوامل دولية، أبرزها القلق بشأن الأوضاع المالية في اليابان، واستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى الأزمة السياسية في فرنسا، وهي كلها ملفات تُبقي المستثمرين في حالة حذر.

كما ساهمت النبرة المائلة إلى التيسير في محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر سبتمبر في تعزيز التوقعات بخفض قادم في معدلات الفائدة، وهو ما يشكل دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر باعتباره أحد أكبر المستفيدين من تراجع العوائد الأمريكية.


دور الاتفاق السياسي في تحريك الأسواق

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه جاء بعد محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في مصر، ضمن إطار عمل مكوَّن من 20 بندًا اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويتضمن الاتفاق أيضًا خططًا لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، ومسارًا نحو إدارة فلسطينية مستقبلية للقطاع، ما جعله يُعتبر من أكثر الاتفاقات واقعية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

ويرى محللون أن نجاح تنفيذ الاتفاق بالكامل قد يُمهّد الطريق نحو سلام دائم بين الجانبين، وهو ما خفّف المخاوف الجيوسياسية التي كانت تدعم أسعار الذهب طوال العامين الماضيين.

تباين في أداء المعادن النفيسة الأخرى

وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، شهدت الأسواق أداءً متباينًا خلال تعاملات اليوم:

البلاتين الفوري استقر عند 1660.98 دولارًا للأوقية، بعدما لامس هذا الأسبوع أعلى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات.

الفضة الفورية ارتفعت بنسبة 0.5% لتصل إلى 49.11 دولارًا للأوقية، مقتربة من المستوى التاريخي البالغ 50 دولارًا للأوقية.


ويأتي هذا الأداء المتوازن في ظل رهانات متزايدة على خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال أكتوبر الجاري، ما يدعم شهية المستثمرين تجاه المعادن الثمينة.

ترقّب لخطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي

تتجه أنظار المستثمرين اليوم نحو خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، الذي يُنتظر أن يقدم مزيدًا من الإشارات حول اتجاه السياسة النقدية في الفترة المقبلة.

ويرى خبراء أن أي تلميحات جديدة بشأن خفض الفائدة قد تدفع الذهب إلى استعادة زخمه الصعودي وربما تجاوز مستوياته القياسية مجددًا في الأيام المقبلة.

الذهب بين ضغوط السياسة وفرص الاقتصاد

رغم التراجع الطفيف في الأسعار عقب اتفاق وقف إطلاق النار، يظل الذهب محور الاهتمام الرئيسي في الأسواق العالمية، مدعومًا بمخاوف اقتصادية متزايدة وتغيرات سياسية متسارعة.

ومع بقاء الأسعار فوق حاجز 4000 دولار للأوقية، يؤكد الخبراء أن المعدن الأصفر ما زال الملاذ الآمن الأول في عالم مضطرب، حتى وإن خفّ بريقه مؤقتًا مع انفراج الأزمات الجيوسياسية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق