ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 47 دولارًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 8 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، لتواصل حصد المكاسب القياسية للجلسة الرابعة على التوالي، وسط مخاوف من ركود اقتصادي.
وتجاوز الذهب في التعاملات الفورية حاجز 4 آلاف دولار للأوقية، مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا، مدفوعًا ببحث المستثمرين عن ملاذ آمن من تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
ودعمت توقعات خفض إضافي لأسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال الشهر الجاري الطلب على المعدن النفيس، بالتزامن مع استمرار إغلاق الحكومة الأميركية.
وكانت أسعار الذهب قد أنهت تعاملاتها، أمس الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول، على ارتفاع بأكثر من 28 دولارًا، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، مع تزايد توقعات خفض الفائدة في أميركا.
أسعار الذهب اليوم
بحلول الساعة 06:36 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:36 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2025، بنسبة 1.18%، أو ما يعادل 47.2 دولارًا، لتصل إلى 4051.6 دولارًا للأوقية.
وصعدت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 1.15% إلى 4030.76 دولارًا للأوقية، حسب الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي الوقت نفسه، ارتفعت الأسعار الفورية لمعدن الفضة بنسبة 1.62% عند 48.6 دولارًا للأوقية، كما زادت أسعار البلاتين الفوري بنسبة 1.40% إلى 1650.45 دولارًا للأوقية، بينما صعدت أسعار البلاديوم الفوري بنسبة 2.32%، لتصل إلى 1380.52 دولارًا للأوقية.
وعلى الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار -الذي يرصد أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسة- بنسبة 0.38%، إلى 98.95 نقطة.

تحليل أسعار الذهب
تقليديًا، يُعدّ الذهب مخزنًا للقيمة في أوقات عدم الاستقرار، وبصفته أحد أفضل الأصول أداءً لعام 2025، فقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 53% منذ بداية العام، بعد ارتفاعه بنسبة 27% في عام 2024.
قال تاي وونغ -تاجر معادن مستقل-: "هناك ثقة كبيرة في هذه التجارة حاليًا، مما يدفع السوق إلى توقُّع الرقم التالي الكبير، وهو 5000 دولار للأوقية، مع احتمال استمرار الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة".
وأضاف: "ستكون هناك بعض العقبات، مثل هدنة دائمة في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، ولكن من غير المرجّح أن تتغير العوامل الأساسية المحفّزة للتجارة، وهي الديون الضخمة والمتنامية، وتنويع الاحتياطيات، وضعف الدولار، على المدى المتوسط".
وقد أسهَم في ارتفاع أسعار الذهب مجموعة من العوامل، منها توقعات خفض أسعار الفائدة، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وشراء قوي من البنوك المركزية، وتدفقات إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة، وضعف الدولار.
دخل إغلاق الحكومة الأميركية يومه السابع أمس الثلاثاء، وقد أرجأ الإغلاق إصدار المؤشرات الاقتصادية الرئيسة من أكبر اقتصاد في العالم، مما أجبر المستثمرين على الاعتماد على البيانات الثانوية غير الحكومية لتقييم توقيت تخفيضات أسعار الفائدة ومداها من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي.
ويتوقع المستثمرون الآن خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، مع توقُّع خفض إضافي بالنقطة نفسها في ديسمبر/كانون الأول.
وقال كبير محللي السوق في شركة كيه سي إم تريد (KCM Trade)، تيم ووتر: "يميل ارتفاع مستويات عدم اليقين إلى تعزيز مكاسب أسعار الذهب، ونشهد عودة هذا التوجه".
وأضاف: "ما تزال ديناميكيات السوق المتمثلة في انخفاض أسعار الفائدة الأميركية واستمرار إغلاق الحكومة تصبّ في صالح الذهب، لكن إغراء جني الأرباح عند مستوى 4000 دولار يُشكّل خطرًا محتملًا على المدى القصير".
ويقول المحللون، إن "الخوف من تفويت الفرصة" يُعزز أيضًا هذا ارتفاع سعر الذهب.
بالإضافة إلى ذلك، عززت الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان الطلب على السبائك الذهبية، الملاذ الآمن.
وقال المحلل في "كابيتال.كوم"، كايل رودا: "إنّ الارتفاع الأخير في أسعار الذهب جاء نتيجةً لانتخاب ساناي تاكايتشي خلال عطلة نهاية الأسبوع، واحتمال تعميق الإنفاق بالعجز في اليابان، وهذا بحدّ ذاته يرتبط بموضوع رئيس في الوقت الحالي، وهو "الاندفاع نحو الاستثمار بكثافة".
ويتوقع المحللون تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة، مدعومةً بالذهب المادي، وعمليات شراء من البنوك المركزية، واحتمال انخفاض أسعار الفائدة الأميركية، لدعم أسعار الذهب في عام 2026، مما دفع غولدمان ساكس ويو بي إس إلى رفع توقعاتهما للأسعار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق