تواضروس , في واحدة من محطاته الرعوية البارزة بصعيد مصر، قام قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بزيارة رعوية إلى دير الشهيد مار مينا العجائبي بجبل أبنوب بمحافظة أسيوط، حيث ألقى كلمة روحية عميقة لمجمع الرهبان، شدد خلالها على أن الاتضاع هو حجر الزاوية في الحياة الرهبانية، وهو الحارس الحقيقي لنعمة الله في قلب الراهب.
البابا تواضروس الاتضاع أساس الحياة الروحية
في كلمته، أوضح قداسة البابا أن دعوة الرهبنة ليست مجرد انسحاب من العالم، بل هي مسيرة عميقة نحو الله تبدأ بـالاتضاع وتُكلَّل بالمحبة والقداسة. وقال قداسته:
“دعوة الرهبنة هي دعوة الاتضاع، وبالاتضاع تظهر رائحة المسيح الذكية في الراهب”.
وأشار إلى أن الاتضاع هو ما يوجه الحياة الروحية للطريق الصحيح، ويجعل الراهب ينمو في النعمة والحكمة بعيدًا عن الكبرياء أو الشعور بالتفوق. ولفت إلى أن عدو الراهب الأول هو ذاته، لا الآخرين، لأن الكبرياء قد يخدع النفس ويقودها للسقوط، موضحًا أن الشهوة – خاصة شهوة المال – قد تكون من أكبر التجارب التي تواجه الراهب، ولهذا ينبغي الحذر منها.
البابا تواضروس يكشف عن مفاتيح الحياة الرهبانية: الفكر، القلب، والقدوة
استند قداسة البابا إلى " target="_blank"> المزمور 139 ليشرح بعض المبادئ الأساسية للحياة الرهبانية، مؤكدًا أن الراهب يحتاج إلى ثلاث ركائز أساسية:
الكتاب المقدس: وهو “حارس الفكر”، حيث يحمي الراهب من أفكار الشر ويقوده للتأمل في كلمة الله.
المحبة: وهي “مفتاح القلوب”، وتظهر في التعاون والمحبة بين رهبان الدير.
القدوة والالتزام: وهما “مفتاح النجاح”، حيث يجب على الراهب أن يخضع لنظام الدير ويعيش الحياة الرهبانية بأمانة.
وأكد قداسته أن “نهاية الأمر خير من بدايته”، داعيًا الرهبان للاجتهاد والتمسك بأمانتهم ليكون ختامهم مرضيًا أمام الله، مستحقين الإكليل السماوي.
زيارة تاريخية بروح المحبة
بدأ البابا زيارته للدير بإزاحة الستار عن لوحة تذكارية توثق المرحلة الأولى من سور الدير الجديد، ثم أقام صلاة الشكر في كنيسة الشهيد مار مينا، والتقى مجمع الرهبان، كما زار مزار المتنيح الأنبا لوكاس، والتقى خدام الدير من العمال، مقدمًا لهم كلمات روحية وهدايا تذكارية.
وفي ختام الزيارة، رحب نيافة الأنبا بيسنتي، أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة ورئيس الدير، بقداسة البابا، وقدم له وثيقة تعريفية عن تاريخ الدير، مشيرًا إلى أن البابا أثناسيوس الرسولي أقام فيه لمدة ستة أشهر، ودشّن كنيسة الشهيد مار مينا.
وجاءت الزيارة في أجواء عامرة بالمحبة الروحية، حيث ساد الفرح قلوب الرهبان بلقاء بطريركهم، الذي شجعهم بكلمات عميقة لعيش الحياة الرهبانية بجدية واتضاع وسلام داخلي.
0 تعليق