كبد , كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة سوتشو الصينية عن مخاطر جديدة تتعلق بتناول المشروبات الغازية، سواء كانت محلاة بالسكر أو خالية منه. وبيّنت الدراسة أن مجرد شرب عبوة واحدة يوميًا من هذه المشروبات قد يرفع خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني بنسبة كبيرة، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى مراجعة العادات الغذائية السائدة عالميًا.

1. مخاطر المشروبات الغازية تتعدى السكر

الدراسة التي شملت أكثر من 123 ألف شخص بالغ من المملكة المتحدة، تابعت حالتهم الصحية على مدى عشر سنوات، وركزت على مدى استهلاكهم اليومي للمشروبات الغازية بأنواعها المختلفة. جميع المشاركين لم يكونوا مصابين مسبقًا بأي أمراض في الكبد، مما يجعل النتائج أكثر دقة من الناحية الطبية.

خلال فترة الدراسة، تم تسجيل إصابة 1178 شخصًا بمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)، وتوفي 108 منهم بسبب أمراض كبدية متقدمة. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين كانوا يتناولون مشروبات محلاة بالسكر يوميًا زادت احتمالية إصابتهم بنسبة 50%. أما أولئك الذين يفضلون المشروبات “الدايت” أو الخالية من السكر، فقد ارتفعت لديهم نسبة الخطر إلى 60%.

هذه النتائج تشير إلى أن التأثير الضار لا يقتصر فقط على السكر، بل يشمل أيضًا المواد الصناعية المستخدمة في التحلية، والتي كان يُعتقد سابقًا أنها بديل آمن.

2. آليات تأثير المشروبات الغازية على الكبد

أوضح الباحثون القائمون على الدراسة أن المشروبات الغازية تؤثر بعدة طرق، تختلف حسب نوعها. فالمشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على نسب عالية من الفركتوز والجلوكوز، ما يؤدي إلى:

ارتفاع سريع في مستويات السكر والإنسولين في الدم.

زيادة الوزن وارتفاع مستويات حمض اليوريك.

تراكم الدهون في خلايا الكبد وتعطيل وظائفه الحيوية.

أما المشروبات الخالية من السكر، فهي لا تخلو من المخاطر، حيث تساهم في:

تغيير توازن بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم)، مما يؤثر على الهضم والمناعة.

التأثير على الإحساس بالشبع، وبالتالي زيادة تناول السكريات.

تحفيز إفراز الإنسولين بطريقة غير طبيعية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات استقلابية مزمنة.

3. الماء هو الخيار الصحي الأول

بناءً على ما توصلت إليه الدراسة، أوصى الباحثون بضرورة الامتناع عن تناول المشروبات الغازية بكل أشكالها، واستبدالها بالماء كمصدر أساسي للترطيب. فالماء يلعب دورًا حيويًا في دعم عملية التمثيل الغذائي، ومنع تراكم الدهون في الكبد، كما يساعد على الحفاظ على توازن سوائل الجسم وتقليل العبء على الأعضاء الحيوية، وعلى رأسها الكبد.

وأكدت الدراسة التي عرضت نتائجها في مؤتمر الاتحاد الأوروبي لأمراض الجهاز الهضمي ببرلين، أن مجرد تعديل بسيط في نمط الشرب اليومي، مثل التوقف عن تناول المشروبات الغازية، يمكن أن يكون له أثر وقائي طويل الأمد على الصحة .