أعلن حزب الله اللبناني، الأربعاء، عن استعداده لإقامة جنازة شعبية ضخمة تكريمًا للأمين العام السابق، حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي. جاء ذلك في وقت حساس، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، وعودة آلاف النازحين إلى منازلهم.
الإعلان عن الجنازة: تحضير لتكريم زعيم المقاومة
في مؤتمر صحفي عقده محمود القماطي، المسؤول السياسي في حزب الله، قال إن الحزب يجهز لجنازة شعبية كبيرة تهدف إلى تكريم السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، القيادي البارز في الحزب الذي اغتيل أيضًا خلال العمليات الأخيرة.
وأضاف القماطي: "الجنازة ستكون أكثر من مجرد تكريم للراحلين، فهي تعبير عن استفتاء شعبي وسياسي يؤكد تبني نهج المقاومة".
توقيت الجنازة: منح الوقت للعودة والاستعداد
رغم الإعلان عن التحضير للجنازة، لم يُحدد بعد موعد نهائي لإقامتها. وأفادت مصادر مقربة من حزب الله أن المنظمين يعتزمون إعطاء أنصار الحزب الوقت الكافي للعودة إلى مناطقهم التي تأثرت بالتصعيد العسكري الأخير، حيث تعرض العديد من المنازل والبنى التحتية للدمار، مما أجبر الآلاف على النزوح.
وأشارت المصادر إلى أن قرار تأجيل الجنازة جاء أيضًا كخطوة لتنسيق الجهود التنظيمية، وضمان مشاركة شعبية واسعة تعكس مكانة نصر الله في الوجدان الشعبي اللبناني.
خلفية الأحداث: اغتيال رموز المقاومة في غارة إسرائيلية
اغتيل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في سبتمبر الماضي، خلال غارة إسرائيلية استهدفت موقعًا قياديًا للحزب جنوب لبنان. الهجوم كان جزءًا من حملة عسكرية واسعة شنتها إسرائيل ضد معاقل حزب الله في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية.
ويُعد نصر الله رمزًا للمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث قاد الحزب خلال مراحل مفصلية من الصراع، وساهم في تعزيز دوره كقوة رئيسية في المنطقة.
رسائل سياسية وشعبية وراء الجنازة
يرى مراقبون أن الجنازة ستتجاوز كونها مجرد حدث تكريمي، لتصبح منصة سياسية وشعبية يرسل من خلالها حزب الله رسائل متعددة الأطراف. فمن جهة، تهدف الجنازة إلى تعزيز التفاف الحاضنة الشعبية حول الحزب، خاصة بعد خسائر كبيرة تعرض لها خلال الحرب الأخيرة.
ومن جهة أخرى، تعكس الجنازة استمرار الحزب في إظهار قوته السياسية والعسكرية، رغم التحديات الدولية والإقليمية التي يواجهها.
وقف إطلاق النار وعودة النازحين: أجواء مشحونة بالترقب
تأتي هذه التطورات في ظل دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الأربعاء، بعد أسابيع من التصعيد الذي أودى بحياة المئات وشرد الآلاف. ومع عودة النازحين إلى جنوب لبنان، تسعى الأطراف اللبنانية إلى احتواء التوترات، مع التركيز على إعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية.
0 تعليق