البنك المركزي الصيني يواصل شراء ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واصل بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) سياسة تعزيز احتياطيات البلاد من الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، في خطوة تعكس استمرار توجه بكين نحو تنويع أصولها الاحتياطية وتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي وسط توترات اقتصادية وجيوسياسية عالمية متصاعدة.

وأظهرت بيانات رسمية صادرة اليوم الثلاثاء أن احتياطيات الصين من الذهب ارتفعت إلى 74.06 مليون أونصة بنهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، مقارنة بـ 74.02 مليون أونصة في نهاية أغسطس (آب)، ما يعكس زيادة مطردة في المقتنيات الرسمية. وبلغت القيمة الإجمالية لاحتياطيات الذهب الصينية 283.29 مليار دولار في نهاية الشهر الماضي، مقابل 253.84 مليار دولار في الشهر السابق.

يأتي هذا التوسع في المشتريات بعد استئناف البنك المركزي الصيني عمليات الشراء في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، عقب توقف مؤقت دام ستة أشهر، في إطار سياسة استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الأمن المالي وتنويع مصادر الاحتياطي بعيدًا عن العملات الغربية، لا سيما الدولار الأمريكي.

وقال المحلل المستقل روس نورمان إن استمرار الصين في إضافة الذهب إلى احتياطياتها "يعزز القناعة بأن بكين تمضي بخطى ثابتة نحو تقليص اعتمادها على الدولار"، مشيرًا إلى أن "أي مشتريات إضافية – حتى وإن كانت صغيرة – سيكون لها أثر نفسي إيجابي في السوق المحلية، وقد تساهم في تضييق الفجوة السعرية بين الذهب في سوق لوكو شنغهاي والأسواق العالمية".

وأضاف نورمان أن هذه الزيادة "تعزز ثقة المستثمرين المحليين والمؤسسات المالية في استقرار الاتجاه الصعودي لسوق الذهب، وتدعم جاذبية الصناديق المتداولة المدعومة بالمعدن النفيس".

ويُنظر إلى الذهب تقليديًا كـ ملاذ آمن في فترات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، وقد استفاد المعدن الأصفر مؤخرًا من موجة واسعة من الطلب العالمي، مدفوعة بعوامل أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وتراجع الدولار. وسجّل سعر الذهب الفوري خلال تعاملات هذا الأسبوع مستويات قياسية جديدة تجاوزت 3,900 دولار للأونصة.

وبحسب مجلس الذهب العالمي، فإن البنوك المركزية حول العالم أضافت نحو 15 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها خلال أغسطس 2025، في إشارة إلى تزايد الاتجاه نحو تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن العملات الورقية. كما أظهر مسح حديث للمجلس أن أكثر من نصف البنوك المركزية تتوقع زيادة حصة الذهب من إجمالي احتياطياتها خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل انخفاض متوقع في حصة الدولار الأمريكي.

ويشير محللون إلى أن استمرار الصين في الشراء المنتظم للذهب يمثل رسالة اقتصادية واضحة مفادها أن بكين تسعى لتأمين احتياطياتها في مواجهة تقلبات العملات، وتعزيز مكانة اليوان كعملة احتياطية عالمية بديلة على المدى الطويل. كما تأتي هذه الخطوة في ظل مساعٍ صينية لتقوية موقعها في النظام المالي الدولي وإعادة هيكلة محافظها الاستثمارية بما يتماشى مع استراتيجية "التحول نحو الأصول الحقيقية".

ومع استمرار هذه المشتريات المتتالية، يتوقع خبراء الأسواق أن يظل الذهب أحد أهم أدوات التحوط الاستراتيجي للبنوك المركزية، وأن يواصل دعمه لأسعاره العالمية خلال الفترات المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق