استقرت أسعار النفط في التعاملات الصباحية اليوم الثلاثاء، وسط توازن دقيق بين مخاوف تخمة المعروض وضعف الطلب العالمي، وبين الزيادة المحدودة التي أعلنتها مجموعة أوبك+ في إنتاجها الجماعي، والتي جاءت أقل من توقعات الأسواق.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار سنت واحد فقط أو 0.02% لتصل إلى 65.48 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:14 بتوقيت غرينتش، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي دون تغيير عند 61.69 دولارًا للبرميل، بعدما أغلق الخامان تعاملات الجلسة السابقة على ارتفاع تجاوز 1% بدعم من توقعات بزيادة محدودة في الإمدادات.
وقال دانيال هاينز، المحلل لدى بنك إيه إن زد، في مذكرة للعملاء إن "أسعار النفط الخام شهدت بعض الدعم بعد إعلان أوبك زيادة في الإنتاج أقل من المتوقع، حيث كانت الأسواق تترقب رفعًا أكبر في الحصص الإنتاجية خلال اجتماع المجموعة الأخير لمراجعة اتفاق الإمدادات". وأضاف أن الخطوة الأخيرة من شأنها أن "تبدد المخاوف من فائض أكبر مما تتوقعه الأسواق خلال الأشهر المقبلة".
وكان تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة أوبك إلى جانب روسيا ومنتجين آخرين، قد قرر يوم الأحد الماضي رفع إنتاجه الجماعي بمقدار 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من شهر نوفمبر المقبل، في إطار مساعيه لتحقيق توازن بين استقرار الأسعار ومنع حدوث اضطرابات في السوق. وبهذه الزيادة الجديدة، يكون التحالف قد رفع أهداف إنتاجه بأكثر من 2.7 مليون برميل يوميًا منذ بداية العام، وهو ما يمثل نحو 2.5% من إجمالي الطلب العالمي على النفط.
ورغم هذه الزيادات، لا تزال الأسواق النفطية تواجه ضغوطًا بفعل توقعات فائض المعروض في الربع الأخير من العام، خاصة مع تزايد الإنتاج من بعض المنتجين خارج تحالف أوبك+، إلى جانب بوادر تباطؤ اقتصادي عالمي ناجم عن الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة، والتي قد تقلل الطلب على الوقود في الأسواق المتقدمة والناشئة على حد سواء.
من جهة أخرى، ساهمت العوامل الجيوسياسية في الحد من التراجع السعري، إذ أدى الصراع الروسي الأوكراني المستمر إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن إمدادات الطاقة العالمية، بعد تعرض منشآت نفطية روسية لهجمات متكررة بطائرات مسيرة.
وأفاد مصدران في قطاع الطاقة الروسي أن مصفاة كيريتشي، وهي واحدة من أهم المصافي في البلاد، أوقفت وحدة التقطير الرئيسية CDU-6 – الأكبر إنتاجية في المصفاة – عقب هجوم بطائرة مسيّرة تسبب في حريق واسع يوم الرابع من أكتوبر الجاري، ومن المتوقع أن تستغرق عملية الإصلاح والتعافي نحو شهر كامل.
ويرى محللون أن استمرار هذه الاضطرابات الجيوسياسية، إلى جانب ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على ناقلات النفط، قد يساهم مؤقتًا في تقييد الإمدادات الروسية وخلق توازن مؤقت في السوق رغم زيادة إنتاج أوبك+. ومع ذلك، فإن الضغوط الأساسية المتمثلة في ضعف الطلب وتوقعات تباطؤ النمو العالمي ما تزال تشكل تحديًا أمام أي ارتفاع مستدام للأسعار.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن أسعار النفط قد تتراوح بين 65 و70 دولارًا للبرميل خلال الأسابيع المقبلة، ما لم تظهر مؤشرات على خفض جديد في إنتاج أوبك+ أو تحسن واضح في مؤشرات الطلب الصيني والأوروبي، وهما العاملان الأبرز في تحديد اتجاه السوق العالمي.
0 تعليق