الأرثوذكسية , شهدت الكنيسة القبطية بمختلف إيبارشياتها أنشطة رعوية وخدمية مكثفة خلال مطلع الأسبوع الجاري، في إطار حرص الكنيسة على تنمية الخدمة الروحية وإعداد كوادر جديدة للمشاركة في العمل الكنسي داخل الإيبارشيات المختلفة.

وفي محافظة أسوان، ترأس نيافة الأنبا بيشوي، أسقف أسوان وتوابعها، القداس الإلهي في كنيسة الشهيد مارمينا العجائبي والبابا كيرلس السادس بأرض أبوشوك، وسط حضور كبير من الكهنة والشمامسة وشعب الكنيسة.

وعقب صلاة الصلح، قام نيافته برسامة 153 شماسًا في رتبة إبصالتيس (مرتل)، ليشاركوا في خدمة التسبيح والتراتيل داخل الكنائس التابعة للإيبارشية. وشهد اليوم أجواءً مملوءة بالفرح والبهجة الروحية بين الحاضرين، الذين عبّروا عن سعادتهم بانضمام هذه المجموعة الجديدة إلى صفوف خدام المذبح.

وأكد الأنبا بيشوي خلال كلمته على أهمية الخدمة بروح التواضع والمحبة، مشيرًا إلى أن الشماسية ليست رتبة شرفية بل خدمة مقدسة تتطلب الالتزام الروحي والكنسي، داعيًا الشمامسة الجدد إلى أن يكونوا قدوة لباقي أفراد الشعب في الإيمان والسلوك المسيحي.

تخريج دفعة جديدة من خدام كنيسة السيدة العذراء بالأميرية

وفي القاهرة، احتفلت كنيسة السيدة العذراء بمنطقة الأميرية التابعة لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي والعباسية، بتخريج دفعة جديدة من الخدام الذين أنهوا بنجاح دورة إعداد الخدام، وهي الدورة التي تنظمها الكنيسة بانتظام لتأهيل الشباب والشابات للعمل في مجالات الخدمة التعليمية والرعوية.

حضر الاحتفالية نيافة الأنبا أثناسيوس، الأسقف العام لكنائس القطاع، حيث سلّم الخدام الجدد شهادات التخرج، والذين بلغ عددهم 70 خادمًا وخادمة. كما حرص نيافته على التقاط الصور التذكارية معهم، وسط أجواء احتفالية تسودها مشاعر الفخر والامتنان.

وأكد الأنبا أثناسيوس في كلمته أن الخدمة في الكنيسة هي دعوة ومسؤولية، وليست مجرد عمل تطوعي، مشددًا على أن الخادم الحقيقي هو الذي يجمع بين المعرفة الروحية والاتضاع العملي في التعامل مع الآخرين. وأضاف أن الكنيسة تسعى دائمًا إلى تجديد دماء الخدمة وإعداد أجيال جديدة قادرة على التواصل مع الشباب وخدمتهم بمحبة ووعي روحي.

الكنيسة الأرثوذكسية تواصل رسالتها في بناء الإنسان روحيًا وخدميًا

وتأتي هذه الأنشطة ضمن سلسلة من الفعاليات الرعوية التي تنفذها الكنيسة الأرثوذكسية في مختلف الإيبارشيات داخل مصر وخارجها، تنفيذًا لتوجيهات قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بضرورة الاهتمام بالتعليم الكنسي والتنشئة الروحية، ودعم فئة الخدام والشباب باعتبارهم العمود الفقري للخدمة في الكنيسة.

وتحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من خلال هذه المبادرات على تعميق الحياة الروحية بين أبنائها، وتعزيز الانتماء للكنيسة، إلى جانب العمل على تأهيل كوادر جديدة تساهم في تنشيط الخدمة المجتمعية والإنسانية في مختلف المناطق، بما يتماشى مع رؤية الكنيسة في أن تكون «كنيسة حية تشهد للمسيح بالمحبة والعمل».