وائل الإبراشي , حل يوم أمس الأحد، ، ذكرى ميلاد الإعلامي الكبير ، أحد أبرز وجوه الإعلام في مصر والعالم العربي، والذي ترك بصمة قوية من خلال مهنية غير مسبوقة وجرأة في تناول الملفات الحساسة .
وُلد في 26 أكتوبر من 1963 بمدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وبدأ مشواره الصحفي في مجلة روز اليوسف، قبل الانتقال إلى جريدة صوت الأمة حيث شغل منصب رئيس التحرير. امتلك قدرة فريدة على المزج بين التحقيق الميداني والتحليل العميق، ما أهله للانتقال لاحقًا إلى عالم الإعلام المرئي وتقديم البرامج الحوارية الأكثر تأثيرًا في مصر.

تألق وائل الإبراشي في البرامج الحوارية وقضايا صنعت تاريخه
قدم الإعلامي برامج بارزة مثل “الحقيقة” و”العاشرة مساءً” على قناة دريم، ثم “كل يوم” على قناة أون، وأخيرًا برنامج “التاسعة” على القناة الأولى المصرية، حيث كان منبرا لمناقشة القضايا الوطنية والاجتماعية الملحة.
تُعد تغطيته لقضايا مثل مأساة غرق عبارة السلام، قضية المجند سليمان خاطر، مذبحة بني مزار، وملفات الإرهاب والهاربين في لندن، من أبرز إنجازاته الصحفية. كما اهتم بالإضاءة على معاناة الفئات المهمشة، مثل مرضى الإيدز، وموضوعات حقوق الإنسان، بما فيها التحقيقات حول التعذيب في السجون وتفجير كنيسة القديسين، بالإضافة إلى متابعة ملفات تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل.

رحيل مبكر لـ وائل الإبراشي وجدل حول ظروف وفاته
رحل الإعلامي عن عالمنا يوم الأحد 9 يناير 2022 عن عمر ناهز 58 عامًا، بعد صراع طويل مع مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا. إلا أن وفاته أثارت جدلًا واسعًا، بعد أن اتهمت أسرته طبيبًا بالخطأ الطبي وإقناعه بالعلاج في المنزل رغم حالته الحرجة، فيما نفى الطبيب الاتهامات مؤكدًا ضرورة التحقيق لإثبات براءته.
أثارت القضية ردود فعل متباينة بين الرأي العام، فبينما طالب البعض بمناقشتها داخل الأطر القضائية والطبية، اعتبر آخرون أن التغطية الإعلامية سلطت الضوء على قضية مهمة تتعلق بالأخطاء الطبية المحتملة، ودعت نقابة الأطباء المصرية إلى التريث وعدم إصدار أحكام مسبقة لحين الانتهاء من التحقيقات.

إرث إعلامي خالد
بعيدًا عن الجدل، يبقى رمزًا للإعلام المهني في مصر، فقد أسس مدرسة للصحافة الاستقصائية والتحليلية، وجمع بين الجرأة والاتزان، وبين الحضور الهادئ والقوة في الأداء. ترك خلفه تراثًا إعلاميًا زاخرًا، وعبّر عن فلسفته الإعلامية بعبارة خالدة:
“لن أكون مجرد مذيع.. بل شاهد على الحقيقة.”













0 تعليق