جوزيف , أصدر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قرارًا بابويًّا بتعيين نيافة الأنبا چوزيف نائبًا بابويًا لإيبارشية جنوب إفريقيا، ليتولى الإشراف الرعوي والإداري والمالي على الإيبارشية خلال الفترة المقبلة .
ويأتي القرار بعد رحيل نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس، مطران جنوب إفريقيا، الذي انتقل إلى السماء أمس، بعد مسيرة طويلة من العطاء والخدمة الكنسية في القارة الإفريقية، ترك خلالها أثرًا كبيرًا بين أبنائه من الأقباط في المهجر وأهالي جنوب إفريقيا.
ومن المقرر أن تُقام صلوات تجنيزه يوم الأحد المقبل بمقر مطرانية جنوب إفريقيا في چوهانسبرج، بحضور عدد من الأساقفة والكهنة وأبناء الكنيسة هناك، وسط حالة من الحزن الممزوجة بالفخر بما قدمه المطران الراحل من خدمات رعوية وإنسانية على مدى عقود.

الأنبا جوزيف.. مسيرة تجمع بين الطب والرهبنة
يحمل نيافته ، الاسم العلماني مدحت عزمي بسطوروس، وُلد في 17 مارس في عام 1959 بمدينة القاهرة، وتخرّج في كلية الطب والجراحة بجامعة القاهرة (القصر العيني) عام 1982.
رغم نجاحه في المجال الطبي، اختار طريق الرهبنة والخدمة الكنسية، فبدأ مسيرته الرهبانية في 24 مارس 1990، حيث ترهب باسم الراهب القمص أخنوخ الأنبا بيشوي في أحد الأديرة القبطية، ليتفرغ تمامًا للحياة الروحية وخدمة الكنيسة.
نالرتبة الكهنوت في 25 يونيو 1994، ثم رُسم قمصًا في 10 أبريل 2005، قبل أن يُرسم أسقفًا عامًا لإفريقيا بيد قداسة البابا تواضروس الثاني في 7 مارس 2021، ليبدأ مرحلة جديدة من خدمته الكنسية الواسعة في القارة السمراء.
وخلال خدمته كأسقف عام، عمل على دعم الإيبارشيات الإفريقية وتعزيز حضور الكنيسة القبطية في دول القارة، مركّزًا على الخدمة الروحية والتعليمية، إلى جانب الاهتمام بالمشروعات الخدمية التي تخدم أبناء الجاليات المصرية والإفريقية على حد سواء.

تكليف رعوي للأنبا جوزيف يعكس ثقة البابا في خدمته
يعكس تعيين الأنبا چوزيف نائبًا بابويًا لإيبارشية جنوب إفريقيا ثقة قداسة البابا تواضروس الثاني في خبرته ومسيرته المتميزة في الخدمة، خاصة في القارة الإفريقية التي تعد من أبرز مناطق النمو الكنسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ومن المتوقع أن يتولى الأنبا چوزيف مسؤولياته الجديدة خلال الأيام المقبلة، حيث سيبدأ في متابعة العمل الإداري والرعوي في الإيبارشية، وضمان استمرارية الأنشطة الكنسية التي بدأها المطران الراحل الأنبا أنطونيوس مرقس، إلى جانب الإشراف على الخدمات التعليمية والطبية التابعة للمطرانية.
ويأتي القرار البابوي الجديد في إطار اهتمام الكنيسة القبطية بتعزيز وجودها في إفريقيا، ومواصلة رسالتها الروحية والإنسانية، انطلاقًا من رؤية البابا تواضروس الثاني الذي يولي اهتمامًا خاصًا بتطوير الخدمة خارج مصر ودعم أبناء الكنيسة في المهجر.

رسالة محبة واستمرارية
بهذا القرار، تؤكد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حرصها على استمرارية الخدمة بروح الوحدة والتسليم، ومواصلة المسيرة التي بدأها الراحل الأنبا أنطونيوس مرقس، أحد رواد العمل الكنسي في إفريقيا.
وتواصل الكنيسة رسالتها في رعاية أبنائها في الداخل والخارج، مع الحفاظ على مبادئ المحبة والتواضع والخدمة التي تمثل جوهر التعليم الكنسي، لتظل الكنيسة القبطية منارة روحية ليس فقط في مصر، بل في مختلف أنحاء العالم.













0 تعليق