الذهب والدولار

أكد الدكتور أحمد مغاوري دياب، رئيس لجنة التجارة والاستثمار بمنظمة التجارة العالمية، أن التوصل إلى اتفاق مرتقب بين الولايات المتحدة والصين يمثل خطوة بالغة الأهمية للاقتصاد العالمي.

وأشار إلى أن هذا الاتفاق من شأنه أن يخفف من حدة التوترات التجارية ويعيد الاستقرار إلى حركة التجارة الدولية.

الاتفاق يعيد الاستقرار للسوق العالمية

أوضح دياب، في تصريحات تلفزيونية، أن العالم بأسره سيستفيد من إنهاء ما وصفها بـ "الحرب التجارية" بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر.

وبيّن أن الصراع بين واشنطن وبكين هو في جوهره استعراض للقوة الاقتصادية أكثر من كونه صراعاً تجارياً مباشراً، خاصة وأن الصين تمتلك أوراق ضغط حيوية تتعلق بالمعادن النادرة التي تعتمد عليها الصناعات الأمريكية.

ولفت إلى أن الإجراءات التي سبقت الحرب التجارية منذ عام 2018 أدت إلى تراجع النمو العالمي بنسبة تقارب 0.8%، وتسببت في حالة من عدم اليقين في الأسواق الدولية.

توقعات أسعار الذهب والدولار

وفيما يتعلق بتأثير الاتفاق على العملات والمعادن الثمينة، أوضح دياب أن التوترات الاقتصادية السابقة دفعت الأفراد والحكومات نحو الذهب كملاذ آمن، مما أدى لارتفاع أسعاره عالمياً.

ومع ذلك، توقع أن يؤدي الاتفاق المرتقب إلى استقرار سعر الذهب، وارتفاع طفيف في سعر الدولار مع عودة الثقة والتفاؤل إلى الأسواق.

تحذيرات لمصر والتحول نحو الاقتصاد الأخضر

في سياق آخر، أشار دياب إلى أن مصر حققت إنجازات كبيرة في الفترة الماضية بالالتزام باتفاقاتها الدولية وتعزيز مكانتها داخل منظمة التجارة العالمية.

ولكنه شدد على ضرورة تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر لمواكبة السياسات الأوروبية الصارمة المتعلقة بحدود الكربون.

وحذر من أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ من العام المقبل في تحصيل رسوم كربونية على الشركات ذات البصمة الكربونية المرتفعة، مما قد يضيف ما بين 200 و300 مليون دولار كأعباء على الصادرات المصرية، خاصة في قطاعات الحديد والأسمنت، إذا لم تُحدّث المصانع أنظمتها الإنتاجية.

واختتم دياب حديثه بالتأكيد على أن المستقبل للاقتصاد الأخضر، داعياً الدولة والمصدرين إلى تبني سياسات الإنتاج المستدام وتطوير منظومة الخدمات البيئية لضمان استمرار القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.