نور الدين داودي الرئيس الجديد لسوناطراك الجزائرية.. بعد إقالة حشيشي (بروفايل) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد قطاع الطاقة في الجزائر تحولًا إداريًا جديدًا، بتعيين نور الدين داودي رئيسًا مديرًا عامًا جديدًا لمجمع سوناطراك، خلفًا لرشيد حشيشي، في خطوة تُجسّد توجُّه الدولة نحو تجديد القيادة في كبرى مؤسساتها الوطنية.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا التغيير يأتي بوقت حاسم يشهد فيه القطاع تحولات عالمية كبرى تتعلق بالتحول الطاقي والتغيرات في أسواق النفط والغاز.

وقد جرت مراسم تنصيب نور الدين داودي في مقرّ المديرية العامة للمجمع في الجزائر العاصمة، بحضور وزير الدولة وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب، إلى جانب قيادات بارزة من الوزارة والوكالات الطاقية الوطنية.

وخلال مراسم التنصيب، أكد عرقاب أن تعيين داودي يعكس الرؤية الإستراتيجية للرئيس عبد المجيد تبون، لترسيخ مكانة الجزائر بوصفها مزوّدًا موثوقًا للطاقة، بجانب تعزيز التنمية المستدامة في ظل الديناميكية الجديدة للقطاع.

من هو نور الدين داودي؟

نور الدين داودي من أبرز الكفاءات الجزائرية في قطاع المحروقات، إذ يمتلك خبرة تتجاوز 35 عامًا في مجالات الاستكشاف والإنتاج والإدارة الإستراتيجية، ما يؤهله لقيادة مجمع سوناطراك في مرحلة جديدة من التحول المؤسسي والتقني.

وخلال مسيرته الطويلة، شغل داودي مناصب قيادية مؤثّرة في قطاع الطاقة، أبرزها رئاسة الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (ألنفط)، إذ أشرف على تطوير منظومة الاستكشاف وتعزيز جاذبية المشروعات الاستثمارية.

كما تميَّز بخبرته العميقة في المفاوضات الدولية، إذ أدار ملفات التعاون مع كبريات الشركات العالمية، مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل"، ما أكسبه خبرة واسعة في إدارة العلاقات الطاقية متعددة الأطراف.

ويُعرَف داودي بتوجُّهه نحو الابتكار والتحول الرقمي، فقد أطلق خلال مدة رئاسته لوكالة ألنفط منصة رقمية لترويج المشروعات النفطية، بما يسهم في رفع كفاءة الاستكشاف وجذب المستثمرين الدوليين.

ويحظى نور الدين داودي بتقدير واسع في الأوساط المهنية الجزائرية، نظرًا لأسلوبه العملي ونهجه في تطوير الكفاءات المحلية وربط التطوير التقني بالتخطيط الإستراتيجي بعيد المدى، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويمنح هذا التراكم المهني، الرئيس المدير العام الجديد لمجمع سوناطراك، مكانة استثنائية لقيادة الشركة الحكومية العملاقة، في مرحلة تتطلب إعادة تموضع عالمي، خصوصًا في ظل التنافس الدولي الشديد على أسواق الغاز الطبيعي والطاقة النظيفة.

مراسم تسليم رئاسة مجمع سوناطراك
مراسم تسليم رئاسة مجمع سوناطراك- الصورة من وزارة المحروقات والمناجم

أولويات المرحلة الجديدة في سوناطراك

مع تولّي نور الدين داودي رئاسة سوناطراك، تتجه الأنظار إلى أولويات المرحلة المقبلة التي حددها وزير الدولة للمحروقات والمناجم محمد عرقاب، وتشمل رفع الإنتاج الوطني من الغاز الطبيعي وتوسيع الصناعة التحويلية لزيادة القيمة المضافة.

وأكد عرقاب أن على سوناطراك مواصلة تطوير مشروعات البتروكيماويات والتحول الرقمي، بما يضمن تحقيق الكفاءة التشغيلية والاستدامة البيئية عبر تقنيات التقاط الكربون وتخزينه (CCS).

ومن المنتظر أن يواصل داودي سياسة الانفتاح على الشراكات الدولية التي تتبعها الدولة على مدى السنوات الأخيرة، وذلك من خلال توقيع اتفاقات إستراتيجية جديدة مع شركات عالمية، بما يعزز موقع الجزائر بوصفها مصدرًا موثوقًا للطاقة للأسواق الأوروبية والآسيوية.

ويرى مراقبون أن نور الدين داودي سيعمل على تسريع التحول الطاقي في الجزائر من خلال إدماج الذكاء الاصطناعي في عمليات الاستكشاف والإنتاج، وتطوير نظم رقمية تعزز الشفافية والكفاءة في الأداء، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يولي الرئيس الجديد لمجمع سوناطراك اهتمامًا خاصًا للمشروعات المندمجة في مجالات الغاز والكهرباء وتحلية المياه، ضمن رؤية شاملة للأمن الطاقوي الوطني والاستدامة الاقتصادية.

وبالنسبة إلى متابعي قطاع الطاقة في الجزائر، فإنه من المرتقب أن يمثّل هذا التعيين بداية مرحلة جديدة لمجمع سوناطراك، حيث يُعوَّل على قيادة نور الدين داودي في إعادة ترسيخ موقع الشركة بصفتها أكبر وأهم مؤسسة اقتصادية في الجزائر والعالم العربي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق