تقترب أكبر سفينة مد خطوط كهرباء في العالم من التشغيل، آخذة صناعة خدمات مشروعات الطاقة المتجددة إلى مستوى آخر من حيث مد الخطوط اللازمة في البحار لمسافات طويلة وأعماق أكبر.
وأطلقت مجموعة جان دي نول (Jan De Nul) البلجيكية المتخصصة في حلول الطاقة البحرية السفينة المسماة فليمنغ جنكين (Fleeming Jenkin) بعد بنائها في حوض "سي إم إتش آي هايمن (CMHI Haimen) الصيني".
وتُزود السفينة بتقنيات خضراء متطورة، بما في ذلك نظام الانبعاثات المنخفضة للغاية يو إل في إي (ULEv) الذي يزيل قرابة 99% من الجسيمات النانوية ويقلّل من انبعاثات أكسيد النيتروجين.
وعلى سطح السفينة الخلفي، يوجد مزلق وعجلة مد الخطوط، إلى جانب مشدات؛ ما يتيح تركيب الخطوط في المياه الضحلة والعميقة بالكفاءة نفسها.
وتتحمّل المشدات شد خطوط يصل وزنها إلى 150 طنًا، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أمن الطاقة
تمثل "فليمنغ جنكين" نقطة تحول في أهداف أمن الطاقة عبر بناء مزيد من مشروعات الرياح البحرية، وأخرى تُثبت على أعماق أكبر؛ ما يعني ضرورة توفير خطوط أطول وأثقل في المياه العميقة لتثبيتها، وفق موقع أوفشور إنرجي.
وبدأت "فليمنغ جنكين" مرحلة البناء النهائية حاليًا، بما في ذلك إجراء التجارب البحرية تمهيدًا لدخولها الخدمة، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول (2023) أعلنت "جان دي نول" حجز طلبية من سفينة "فليمنغ جنكين" في حوض بناء السفن "سي إم إتش آي هايمين"، تلتها طلبية لسفينة مماثلة أخرى تحمل اسم وليام طومسون (William Thomson) في شهر مايو/أيار الماضي والمصنفة آنذاك أكبر سفينة مد خطوط كهرباء في العالم.
المهمة الأولى
ما إن تدخل حيز التشغيل في النصف الثاني من عام 2026، ستبدأ "فليمنغ جنكين" فورًا في إنجاز مهمتها الأولى لصالح شركة تينيت (TenneT) -وهي مشغل شبكة الكهرباء الهولندية الحكومية- إذ ستركب خطوط كهرباء تصدير على 4 وصلات للشبكة سعة 2 غيغاواط.
ويعني هذا تركيب خطوط تمتد لأكثر من 2800 كيلومتر عبر مسافة تزيد على 700 كيلومتر.
وستُجهّز السفينة بـ3 بكرات خطوط ومساحة واسعة لخطوط الألياف الضوئية؛ ما يتيح لها القدرة على مد ما يصل إلى 4 خطوط في آن واحد.
كما يوجد بكرتان على سطح السفينة، وثالث أسفلها؛ علمًا بأن الحمولة الإجمالية للسفينة تلامس 28 ألف طن؛ أي ضعف سعة أي سفينة مد خطوط أخرى متاحة حاليًا في السوق.
خفض الانبعاثات
صُمّمت سفينة "فليمنغ جنكين" على نحو يمكنها من خفض الانبعاثات الكربونية بدرجة كبيرة جدًا، كما أن لديها القدرة على العمل بالوقود الحيوي والميثانول الأخضر.
وتُسهم محطة الطاقة الهجينة الموجودة على متن السفينة بخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز الاستعمال الأمثل للوقود عبر الجمع بين المولدات مع بطارية تلامس 2.5 ميغاواط/ساعة.
وقال مدير قسم الطاقة البحرية في "جان دي نول" ووتر فيرميرش: "تستغل سفينة مد الخطوط فليمنغ جينكن الخبرات الواسعة كافّة في مجال تركيب الخطوط الكهربائية، التي اكتسبناها على مدار السنوات الـ15 الماضية".
واستطرد: "السفينة بالكامل والتقنيات المركبة على متنها مصممة بوساطة نخبة من أمهر المتخصصين؛ وأثمرت تلك الجهود المضنية سفينة تعمل بدرجة كفاءة كبيرة جدًا؛ ما يسهم في خفض تكلفة الآثار البيئية لمشروعاتنا وعملياتنا".
وتابع: "سفينة فليمنغ جينكن وتوأمها وليام طومسون هما أفضل سفينتَين في السوق لتركيب الخطوط التي تربط بين شبكات الكهرباء لمسافات طويلة".
وواصل فيرميرش: "هذه الوصلات لا غنى عنها لبناء شبكة طاقة موثوقة قائمة على مصادر الطاقة المتجددة".
سفينة جديدة
أعلنت "جان دي نول" مؤخرًا طلبية بشأن سفينة جديدة لتركيب الصخور تحت سطح الماء، تحمل اسم جورج دبليو. جوثالز (George W. Goethals) استجابةً للطلب العالمي المتزايد على حماية البنية التحتية تحت الماء.
يُشار إلى أن "جورج دبليو جوثالز" هي ثالث سفينة من نوعها في أسطول الشركة، ولديها القدرة على نقل أكثر من 30 ألف طن من المواد.
وتُستعمَل سفن تركيب الصخور تحت سطح الماء في مشروعات هندسية بحرية لحماية الخطوط الكهربائية وخطوط الأنابيب، وتثبيت المنصات البحرية وتوربينات الرياح؛ ولدى السفن نفسها أيضًا القدرة على تركيب الصخور بدقة فائقة في أعماق بعيدة باستعمال تقنيات بالغة التطور.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.إطلاق أكبر سفينة مد خطوط كهرباء في العالم، من موقع شركة "جان دي نول".
2.السفينة مزودة بتقنيات خضراء، من موقع "سيفتي فور سي".













0 تعليق