يشهد مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية تطورًا جديدًا يمهد لبدء التشغيل التجريبي قبل نهاية العام الجاري، في خطوة تعزّز مكانة القاهرة بوصفها مركزًا إقليميًا لنقل الطاقة وتبادلها بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد أجرى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت زيارة ميدانية إلى مواقع إنشاء أبراج عبور قناة السويس ضمن مسار المشروع.
وخلال الزيارة، تابع الوزير إجراءات انتهاء اختبارات البرج الغربي وبدء المرحلة الأخيرة لتركيب البرج الشرقي، استعدادًا لتشغيل الخطوط وبدء الربط على الشبكة الموحدة.
وتأتي الخطوة ضمن خطة وزارة الكهرباء المصرية لتعزيز الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وتحسين أداء الشبكة القومية واستقرار التيار وجودة التغذية. كما تهدف إلى زيادة قدرة مصر على تصدير الكهرباء وضمان تشغيل أكثر كفاءة لشبكاتها الداخلية.
ويُنتظر أن يُسهم الربط الكهربائي بين مصر والسعودية في دعم استقرار الشبكات خلال فترات الذروة في البلدَيْن، والاستفادة من الفائض الإنتاجي للطاقة المتجددة، تمهيدًا لإنشاء سوق عربية موحدة للكهرباء.
مراحل التنفيذ في مصر والسعودية
تفقّد الوزير محمود عصمت مجريات تنفيذ المشروع بحضور قيادات شركات النقل والتوزيع والإنتاج؛ إذ استمع إلى شرح تفصيلي حول الجدول الزمني لشد خطوط عبور القناة، ومراحل الاختبارات على طول مسار الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، وتأكيد الالتزام بخطة التشغيل الفعلي قبل نهاية العام الجاري 2025.
وشملت الجولة استعراض الوضع الراهن للمشروع ومعدلات إنجاز الأعمال النهائية الخاصة بالاختبارات والتجارب الفنية، بالتوازي مع الانتهاء من محطتَي بدر وسكاكين طابا 2، وخط بدر/طابا 2 بجهد 500 ك.ف بطول 320 كيلومترًا، في إطار استكمال منظومة الخطوط الهوائية الداعمة للمشروع.
ودخلت أعمال التركيبات الكهربائية، ومدّ خطوط الجهد المتوسط والمنخفض، وتشغيل أنظمة التحكم والألياف الضوئية مراحلها النهائية، وهو ما يضمن تكامل المنظومة الفنية والتشغيلية لمشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية قبل التشغيل الرسمي.
وأكد الدكتور محمود عصمت أن المشروع يحظى بمتابعة مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، نظرًا إلى دوره المحوري في دعم استقرار الشبكة الكهربائية الموحّدة، وتعزيز كفاءة استغلال قدرات التوليد المتاحة بين البلدَيْن، خاصة في أوقات الذروة ومواسم الطلب المرتفع على الكهرباء.
وأوضح أن الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يشكّل نواة لربط كهربائي عربي شامل، يهدف إلى تكوين شبكة موحدة بين الدول العربية تتيح تبادل الطاقة بكفاءة ومرونة، وصولًا إلى إنشاء سوق كهرباء عربية مشتركة، بما يحقق التكامل الاقتصادي في قطاع الطاقة.
كما أشار إلى التوجه المصري نحو التوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع أوروبا عبر خطوط اليونان وإيطاليا، ما يعزّز فرص البلاد في تصدير فائض الطاقة النظيفة، وتدعيم مكانتها بوصفها مصدرًا موثوقًا به للكهرباء في المنطقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعدّ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية بقدرة 3 آلاف ميغاواط الأول من نوعه في الشرق الأوسط من حيث التكنولوجيا والحجم؛ إذ يتكوّن من 3 محطات محولات رئيسة في مدينة بدر في مصر، وتبوك، وشرق المدينة في السعودية، تربط بينها خطوط هوائية بطول نحو 1350 كيلومترًا.
أهمية المشروع والتطورات الأخيرة
يمثّل مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية خطوة إستراتيجية لتعزيز الأمن الكهربائي الإقليمي؛ إذ يتيح تبادل الطاقة بين أكبر شبكتَيْن كهربائيتَيْن في الشرق الأوسط، ويساعد على موازنة الأحمال الكهربائية وخفض تكاليف الإنتاج في البلدَيْن.
وتكمن أهمية المشروع في كونه يدعم استقرار الشبكة المصرية الموحدة، ويعزّز قدرة المملكة على مواجهة ذروة الاستهلاك خلال الصيف، ما يحقق استفادة متبادلة للطرفَيْن، ويؤسّس لمرحلة جديدة من التكامل العربي في مجال الطاقة الكهربائية.
كما يُسهم الربط الكهربائي بين مصر والسعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاعتماد على خطوط نقل حديثة ذات كفاءة عالية، وتقليل الانبعاثات الناتجة عن الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري، بما يتوافق مع خطط التحول للطاقة النظيفة.
وشهد المشروع مؤخرًا إنجازات فنية بارزة، من بينها الانتهاء من تنفيذ خطوط الربط الهوائية وأعمال التغذية الكهربائية بالتيار المتردد والمستمر، بالإضافة إلى تركيب أنظمة التحكم المتطورة ولوحات الاختبار، ما يعزّز الجاهزية للتشغيل.
وفي الوقت ذاته، شهد مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية بعض التأخير في الجدول الزمني؛ إذ من المقرر أن يدخل حيز التشغيل في أبريل/نيسان 2026، بعدما كان مقرّرًا له نهاية العام الجاري، نتيجة تأخّر بعض الأعمال التنفيذية في المراحل النهائية.
ودفعت تلك المستجدات الحكومة المصرية إلى معالجة التأخير من خلال تشغيل المشروع بمرحلتَيْه الأولى والثانية معًا، لتسريع عملية الربط وتحقيق الجدوى الكاملة، وفق ما أكده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في اجتماع موسع بوزارة الكهرباء.
يُشار إلى أن رئيس الوزراء المصري كان قد وجّه في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بسرعة الانتهاء من المرحلة الثانية من مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، ليكون جاهزًا بالكامل للتشغيل بحلول أبريل/نيسان 2026.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..










0 تعليق