يمثّل الغاز الصخري في الجزائر أحد القطاعات التي تهتم شركات الطاقة العالمية بتطويرها؛ نظرًا إلى ما تحتويه البلاد من احتياطيات ضخمة تضعها ضمن أكبر 3 دول حول العالم.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلن رئيس قسم الاستكشاف العالمي في إكسون موبيل، جون أرديل، أن الجزائر تُعد إحدى المناطق التي تجذب اهتمام شركة الطاقة الأميركية العملاقة.
وقال أرديل إن الدروس المستفادة من قطاع النفط الصخري الأميركي قد حوّلت العملية من البحث عن "مزيج متنوع" من الموارد غير التقليدية إلى تحديد فرص مُستهدفة بدقة.
ويشير رئيس قسم الاستكشاف العالمي في إكسون موبيل إلى أن قاعدة موارد الغاز الصخري في الجزائر، البالغة 700 تريليون قدم مكعّبة، تُلبي احتياجات السوق من حيث الحجم، موضحًا أنه يتعيّن على الحكومة ضمان نجاح جهود الاستكشاف.
وتتوافق تصريحات أرديل مع ما ذكره الباحث في وحدة أبحاث الطاقة، الدكتور رجب عز الدين الذي أكد أن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تثير اهتمامًا واسعًا مع التحولات العالمية في أمن الطاقة، وتوجّه أوروبا إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
مزايا الغاز الصخري في الجزائر
أوضح رئيس قسم الاستكشاف العالمي في إكسون موبيل، جون أرديل، أن البنية التحتية الحالية لخطوط الأنابيب غير المستغلة بالكامل بين الجزائر وأوروبا تُتيح فرصًا سريعة لتحقيق الربح من احتياطيات الغاز الصخري.
ويرى أرديل أن استعمال الرمال المحلية في التكسير الهيدروليكي من شأنه أن يُسهم في خفض تكاليف سلسلة التوريد. كما يمكن الاستفادة من تجربة إعادة تدوير المياه العذبة واستعمال المياه قليلة الملوحة من حوض برميان منذ البداية في الجزائر؛ لتجنب المخاوف المتعلقة باستهلاك المياه.
وإذا أمكن الاتفاق على شروط تجارية كافية، ستخطط إكسون موبيل لتصدير منصة حفر، ومعدات إكمال الآبار، وطاقم عمل من عملياتها في حوض برميان إلى الجزائر لتدريب الكفاءات المحلية بسرعة على كيفية تنفيذ مشروع عالي الكفاءة لتطوير الغاز الصخري، بحسب ما صرح به "أرديل" في حواره مع منصة "إنرجي إنتليجنس" (Energy Intelligence).
وأضاف أن هذا من شأنه أن يُسهم في خفض تكاليف الحفر والإنجاز بسرعة من 25-30 مليون دولار إلى 6-8 ملايين دولار، حسب العمق.
ويقول أرديل: "يتمثّل دور الحكومة الجزائرية في ضمان نجاح سلسلة التوريد؛ فلا عوائق أمام الاستيراد والتصدير للأفراد أو المعدات.. الجميع لديه مصلحة".
وكان أرديل في الجزائر، في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لحضور معرض ومؤتمر الطاقة والهيدروجين لأفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط "ناباك 2025"، وأشاد بالمحادثات الجارية مع كبار القادة في سعيهم لإيجاد طريقة للمضي قدمًا رسميًا في استكشاف الغاز الصخري وتطويره في البلاد.
احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر
قال الباحث في وحدة أبحاث الطاقة، الدكتور رجب عز الدين، إن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تثير اهتمامًا واسعًا لدى شركات الطاقة العالمية، في ظل الأرقام الكبيرة التي تضعها ضمن أكبر 3 دول حول العالم.
وتطرّق عز الدين إلى تقارير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي قالت إن موارد الغاز الصخري في الجزائر القابلة للاستخراج هائلة، إذ تُقدّر بنحو 707 تريليونات قدم مكعبة، أي ما يعادل 20 تريليون متر مكعب.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- ترتيب الجزائر عالميًا في احتياطيات الغاز الصخري:

وأضاف: "هذا الرقم الضخم يفوق بكثير الاحتياطيات التقليدية للجزائر المقدرة عند 4.5 تريليون متر مكعب فقط، ما يعكس الفجوة الكبيرة بين الموارد التقليدية والصخرية، ويبرز الإمكانات المستقبلية لهذا القطاع".
ويضع هذا الحجم الجزائر في المركز الثالث عالميًا من حيث احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج، بعد الصين والأرجنتين مباشرة، متقدمة على الولايات المتحدة التي تأتي في المرتبة الرابعة عالميًا.
جاء ذلك خلال مشاركة عز الدين في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة "إكس"، بعنوان: "مستجدات أسواق النفط والغاز: ترمب والهند، ولبنان، والغاز الصخري في الجزائر".
ويوضح الدكتور رجب عز الدين أن الغاز الصخري يُعرف أيضًا باسم الغاز غير التقليدي، ويُطلق عليه مجازًا "الغاز المحبوس"، نظرًا إلى وجوده داخل مسام ضيقة في الصخور الرسوبية ذات النفاذية الضعيفة.
وبعكس الغاز التقليدي الذي يتدفق طبيعيًا عند الحفر الرأسي، يتطلّب الغاز الصخري تقنيات معقدة لإطلاقه من مكامنه، وهنا يبرز الدور المحوري لوسائل الاستخراج الحديثة التي تعتمد على الحفر الأفقي والتكسير المائي.
والتكسير الهيدروليكي يقوم على ضخ مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية داخل الطبقات الصخرية؛ وهو ما يتيح تحرير الغاز المحبوس وفتح مسارات خروجه، وهي الطريقة الأكثر كفاءة حتى الآن مقارنة بوسائل بديلة محدودة.
وأضاف أن الاختلاف الجوهري بين الغاز التقليدي والصخري لا يقتصر على الطبيعة الجيولوجية، بل يمتد ليشمل تقنيات الاستخراج وحجم الموارد المتاحة لكل نوع، وهو ما يمنح الجزائر فرصة استثنائية في سوق الطاقة العالمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:













0 تعليق