اللوفر , شهد المتحف في العاصمة الفرنسية باريس، صباح الأحد، واحدة من أكثر عمليات السرقة جرأة في تاريخه الحديث ، حين تسلل عدد من اللصوص إلى قاعة العرض الرئيسية واستهدفوا مجموعة من المجوهرات التاريخية النادرة، من بينها تاج الإمبراطورة أوجيني دي مونتيجو، زوجة نابليون الثالث. العملية، التي استغرقت أقل من عشر دقائق، أثارت صدمة واسعة في الأوساط الثقافية الفرنسية والعالمية، وسط تحقيقات مكثفة للقبض على الجناة وتحديد حجم الأضرار.
❖ خطة محكمة وتنفيذ سريع في وضح النهار
وقعت عملية السرقة بين الساعة 9:30 و9:40 صباحًا، أي بعد فترة قصيرة من افتتاح المتحف أبوابه أمام الزوار. ووفقًا لما كشفت عنه التحقيقات الأولية، استخدم الجناة مصعد الشحن الداخلي للوصول مباشرة إلى قاعة أبولو، حيث تُعرض بعض من أثمن مقتنيات المتحف.
وقد استعان اللصوص بمنشار كهربائي صغير لتكسير الزجاج الواقي الذي يحمي المعروضات، وتمكنوا خلال دقائق معدودة من انتزاع عدد من القطع النادرة. أفادت مصادر أمنية أن اللصوص، الذين تراوح عددهم بين ثلاثة وأربعة أفراد، كانوا قد وصلوا إلى محيط المتحف على متن دراجات نارية من طراز T-Max، وتمركزوا في منطقة تشهد أعمال بناء قرب ضفة نهر السين، ما سهل عليهم التخفي والتنقل بسرعة.
كما استخدموا رافعة محمولة على شاحنة صغيرة للوصول إلى إحدى نوافذ القاعة المستهدفة، ما يعكس التخطيط المحكم والتنفيذ الاحترافي للعملية.
❖ وزيرة الثقافة والشرطة في موقع متحف اللوفر والتحقيقات جارية
عقب انتشار نبأ السرقة، سارعت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إلى التوجه إلى المتحف، حيث أكدت عبر منصة “إكس” وقوع العملية، مشيرة إلى عدم تسجيل أي إصابات بين الموظفين أو الزوار. كما أعلنت عن فتح تحقيق فوري بالتعاون مع الشرطة وخبراء الآثار والأمن، مشددة على أن السلطات لن تدّخر جهدًا في ملاحقة المتورطين.
من جهته، أوضح وزير الداخلية لوران نونيز أن المسروقات تشمل مجوهرات تعود لعهد نابليون وبعض الملوك الفرنسيين، وأنها تُعد ذات “قيمة تراثية لا تقدر بثمن”، مؤكدًا أن السرقة نُفذت باحترافية عالية واستغرقت نحو سبع دقائق فقط.
❖ تاج الإمبراطورة يعود ولكن متضرر
في تطور لافت، أعلنت السلطات الأمنية في وقت لاحق من يوم الأحد، العثور على إحدى القطع المسروقة قرب محيط المتحف. وقد تبيّن أنها تاج الإمبراطورة أوجيني، المصنوع عام 1855 في دار المجوهرات الفرنسية الشهيرة شوميه (Chaumet)، بتكليف من " target="_blank"> الإمبراطور نابليون الثالث.
يتميز التاج بفخامته وباحتوائه على أكثر من 2,500 ماسة وعدد من الزمردات النادرة، وكان يُعد رمزًا للفخامة الإمبراطورية في القرن التاسع عشر. إلا أن المعاينة الأولية كشفت تعرض التاج لكسر جزئي خلال عملية السرقة، ما يُعد خسارة كبيرة رغم استعادته.
في الوقت نفسه، يستمر تقييم حجم المسروقات وقيمتها، بينما تواصل الشرطة الفرنسية تحقيقاتها بمساعدة كاميرات المراقبة وشهادات الموظفين.
0 تعليق