قالت نيرمين البحيري، استشاري العلاقات الأسرية، إن كثيراً من الأزمات الزوجية تنشأ بسبب ما أسمته بـ"سقف التوقعات"، موضحة أن المشكلة تبدأ عندما يضع كل طرف في العلاقة صورة ذهنية مثالية عن الآخر تتجاوز إمكانياته وقدراته الواقعية.
وأضافت خلال لقائها في برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" على قناة "CBC"، أن كلا الطرفين يدخل العلاقة وهو محمل بتصورات عالية عن السعادة والتفاهم دون إدراك حقيقي لطبيعة الحياة المشتركة، فتنهار هذه التوقعات تدريجياً مع أول صدام واقعي، مما يؤدي إلى الإحباط والشعور بالخزلان وربما نهاية العلاقة إذا لم يُحسن الطرفان التعامل معها.
وتابعت نيرمين البحيري، أن الخطوة الأولى في التعامل مع سقف التوقعات هي تغيير النظرة إلى العلاقة الزوجية، معتبرة أنها "مساحة للتربية الإلهية"، يتعلم فيها الإنسان كيف يخرج من دائرة "الأنانية" والتفكير الأحادي إلى إدراك أن الزواج قائم على شراكة ثلاثية الأبعاد: أنا، والآخر، وربنا.
وأوضحت أن العلاقة الناجحة تقوم على مبدأ "نحن"، وليس "أنا"، لأن التفكير الجماعي هو ما يبني التفاهم ويقوي الرابط بين الزوجين، مؤكدة أن كثيراً من الأزواج يفشلون لأنهم يركزون على ما يريدونه من الطرف الآخر، وليس على ما يمكنهما فعله معاً لإنجاح العلاقة.
وأكدت استشاري العلاقات الأسرية أن إدارة التوقعات هي المفتاح الحقيقي لاستقرار الحياة الزوجية، داعية كل من يفكر في الزواج إلى أن يبدأ من وعيٍ ناضج يدرك أن العلاقة تحتاج إلى عمل مشترك وتفاهم متبادل، لا إلى انتظار مقابل أو عطاء أحادي الاتجاه.
وشددت على أهمية أن يسأل كل طرف نفسه: "العلاقة دي عايزة منّا إيه؟"، وليس فقط "أنا عايزة منك إيه؟"، موضحة أن هذا التحول في التفكير يحوّل العلاقة من ساحة صراع إلى فريق واحد يسعى لتحقيق السعادة المشتركة.
0 تعليق