هاني شاكر يسرد قصص الغرام والشجن في مهرجان الموسيقى العربية الـ33 - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ليلة حملت عبق الزمن الجميل ودفء الأصوات الأصيلة، واصلت دار الأوبرا المصرية فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته الثالثة والثلاثين، التي تُقام هذا العام باسم كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيلها. 

وجاءت الأمسية بإشراف الدكتور علاء عبد السلام، وإدارة المايسترو تامر غنيم ونائبه الدكتور محمد الموجي، وبرعاية وزارة الثقافة، لتجمع بين الطرب، الإنشاد، والإبداع النسائي في أربع حفلات متكاملة.


أمير الغناء العربي.. هاني شاكر ووجدان العشاق

على مسرح النافورة، احتشد جمهور غفير ليستمع إلى أمير الغناء العربي هاني شاكر الذي صاغ أمسية من الحنين والشجن بصوته الدافئ وحضوره الأخاذ. بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمي، قدّم باقة من أشهر أغنياته مثل بلدي، نسيانك صعب، ذكرياتي، كفاية، إديتك ورود، أصاحب مين، جانا الهوى، لو بتحب، على الضحكاية، متنقلًا بين العاطفة والحلم في رحلة موسيقية خالدة.


نجوم الأوبرا يرسمون لوحة من الفن الخالد

وسبق ظهوره حفل مفعم بالحنين قاده نجوم الأوبرا غادة آدم، أحمد عفت، إيناس عز الدين، ومنار سمير، الذين قدّموا باقة من روائع الزمن الجميل، منها أوعدك، اسمعوني، أغدًا ألقاك، ع الحلوة والمرة، الليالي، في أداء استعاد أجواء المسرح الغنائي الكلاسيكي ورهافة التعبير الطربي.


الإنشاد الديني.. سكينة الروح وجمال الصوت

وفي معهد الموسيقى العربية، حملت فرقة الإنشاد الديني بقيادة المايسترو عمر فرحات الجمهور إلى فضاء روحاني شفاف، عبر باقة من الابتهالات والمدائح التي جسدت جوهر الهوية الروحية العربية. شارك في الحفل نخبة من المنشدين بينهم محمد عبد الحميد، أشرف زيدان، تامر نجاح، سماح عباس، هبة عادل، وضم البرنامج مدح الحبيب، مدد يا رسول الله، سلام الله يا طه، لأجل النبي، أسماء الله الحسنى وغيرها، لتخلق حالة من الصفاء والسكينة.

نسيج فني نسائي بين آية عبد الله والحرملك

أما على مسرح الجمهورية، فقدمت فرقة الحرملك بقيادة المايسترو مروة عبد المنعم ونجمة الأوبرا آية عبد الله أمسية طربية أنثوية جمعت بين الرقة والقوة. غنّت الفنانات مستنياك، أمل حياتي، عاش اللي قال، إلى جانب ميدلي من أغنيات أم كلثوم، وردة، فيروز، وقطع مثل أنا قلبي إليك ميال، الحب كله، أنساك.
جاء الأداء متناغمًا بين الأصوات النسائية ليجسد وحدة الحس الفني والقدرة على إحياء التراث بروح معاصرة.


أمواج الطرب تصل إلى الثغر السكندري

وفي أوبرا الإسكندرية مسرح سيد درويش، أطلت النجمة حنين الشاطر بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر، مقدمة مجموعة من الأغاني الخالدة التي لاقت تفاعلًا واسعًا من الجمهور.
افتتح الحفل نجوم فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بأداء مميز لأغنيات يا حلو صبح، على رمش عيونها، بهية، مبيسألش عليا، كل ده كان ليه، في مشهد احتفائي بالذاكرة الغنائية المصرية.

المؤتمر العلمي.. من توثيق التراث إلى التحديات الرقمية

على الصعيد البحثي، واصل المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان جلساته التي ناقشت محورين رئيسيين:
الأول: الرؤى التوثيقية منذ مؤتمر القاهرة 1932 وتطورها في ظل الثورة الرقمية، بمشاركة باحثين من مصر والعالم العربي والغرب، منهم الدكتور رامي حداد (الأردن)، والمايسترو سليم الزغبي (فلسطين)، والدكتورة جينيفر جولي (الولايات المتحدة).
الثاني: تحديات إنتاج الموسيقى العربية في العصر الرقمي، بمشاركة نخبة من الأكاديميين من العراق، الأردن، السودان، ومصر، بحثوا قضايا التأليف والتلحين والتوزيع في ظل التحول التكنولوجي.

ليلة أخرى من رسائل الحب والحنين

اختتمت الأمسية وقد امتلأت جنبات الأوبرا بأصوات تمتزج فيها الذاكرة بالحداثة، في مشهد موسيقي متكامل يحتفي بالهوية العربية في أبهى صورها.
 

هكذا تواصل الدورة 33 من مهرجان الموسيقى العربية تأكيد رسالتها: أن الطرب الأصيل لا يشيخ، وأن روح أم كلثوم ما زالت تنبض في قلوب عشاق الفن.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق