“وميض من قلب المجرة.. هل كشفت البشرية أخيراً وجه المادة المظلمة؟” - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد عقود طويلة من البحث والتكهنات، اقترب العلماء من حلّ أحد أعقد ألغاز الكون: المادة المظلمة. 

وهي المادة الغامضة التي يُعتقد أنها تشكّل نحو ربع مكونات الكون، لكنها لا تصدر أي ضوء أو إشعاع يمكن للتلسكوبات رصده.

غير أن فريقاً بحثياً دولياً أعلن عن مؤشرات قوية تُرجّح أنه تم رصد أثرها بشكل غير مباشر للمرة الأولى.

وميض غامض يكشف عن وجود غير مرئي

أثناء تحليل بيانات تلسكوب فضائي متخصص في مراقبة أشعة غاما، رصد العلماء توهّجاً غامضاً في قلب مجرة درب التبانة. 

هذا الوميض لم يُفسَّر بأي مصدر معروف مثل النجوم النابضة أو الثقوب السوداء، ما دفع الباحثين إلى افتراض أنه ناتج عن تصادم جزيئات المادة المظلمة مع بعضها البعض.

 وعند حدوث تلك التصادمات، تنتج أشعة غاما عالية الطاقة يمكن رصدها من الأرض.

محاكاة حاسوبية تكشف أصل الظاهرة

للتأكد من الفرضية، استخدم الباحثون حواسيب فائقة لمحاكاة تشكّل مجرتنا منذ مليارات السنين.

وأظهرت النتائج أن درب التبانة وُلدت داخل سحابة ضخمة من المادة المظلمة، جذبت المادة العادية نحو مركزها، ما زاد من كثافة المادة المظلمة وعدد تصادماتها في ذلك القلب الكوني.

 المفاجأة الكبرى كانت عندما تبيّن أن موقع هذا التركّز يتطابق تماماً مع المنطقة التي ينبعث منها التوهّج الغامض لأشعة غاما.

توزيع غير متناسق للمادة المظلمة

تشير الدراسة إلى أن أحد أسباب عدم تطابق النماذج السابقة مع الملاحظات هو الاعتقاد بأن المادة المظلمة موزعة بشكل كروي مثالي حول مركز المجرة. 

لكن المحاكاة الحديثة أثبتت أنها أكثر تسطّحاً وتميل إلى التمركز في شكل غير متماثل، وهو ما يفسّر الاختلاف في الإشعاعات المرصودة.

خطوة نحو الإثبات النهائي

يؤكد العلماء أن هذه النتائج لا تمثل دليلاً قاطعاً بعد، لكنها أقوى مؤشر حتى الآن على الوجود الحقيقي للمادة المظلمة. ويرى الباحثون أن الضوء الزائد في مركز مجرتنا قد يكون أول خيط فعلي يقود إلى اكتشاف تلك المادة التي تحفظ المجرات متماسكة وتتحكم في بنية الكون.

الخطوة المقبلة: التحقق من مجرات أخرى

يعتزم العلماء مراقبة مجرات قزمة مجاورة بحثاً عن الإشارة نفسها. 

وإذا تكررت الملاحظة ذاتها، فسيكون ذلك دليلاً حاسماً على أن ما تم رصده ليس مجرد ظاهرة فلكية عابرة، بل هو بالفعل توقيع المادة المظلمة. 

كما يُنتظر أن يسهم التلسكوب الجديد لأشعة غاما في تشيلي في حسم الجدل نهائياً عبر تمييز الإشعاعات بدقة غير مسبوقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق