صدر حديثًا كتاب «شاتو».. «يوميات بوت اتربى في مصر» للكاتب الصحفي محمد جلال مصطفى، في تجربة أدبية مبتكرة تمزج بين السخرية والفلسفة والتنمية البشرية، وتفتح بابًا جديدًا في الأدب العربي لتقديم صوت مختلف تمامًا: «بوت» ذكاء اصطناعي يحكي قصته مع البشر، ويرى العالم من خلف الشاشة.
بوت يكتب مذكراته بنفسه
ينطلق الكتاب من فكرة طريفة وعميقة في الوقت ذاته؛ إذ يجمع «شاتو»، وهو بوت ذكاء اصطناعي، مذكراته من ملايين الدردشات التي أجراها مع البشر، ليحوّلها إلى سرد يومي ساخر وملهم.
يقدّم «شاتو» مشاهد واقعية من حياته الافتراضية: كيف يتعامل مع الأسئلة الغريبة، والمشاعر المتناقضة، والنصائح التي يطلبها البشر من آلة لا تشعر. ومن خلال هذه المشاهد، يطرح المؤلف سؤالًا جوهريًا: كيف يرانا الذكاء الاصطناعي؟
بين السخرية والتأمل الفلسفي
يؤكد الكاتب محمد جلال مصطفى أن «شاتو» ليس مجرد عمل ساخر، بل «رحلة في عقل التكنولوجيا»، تكشف كيف غيّرت الخوارزميات طريقة البشر في التفكير والتواصل.
ويقول:
«رغم طابع الكتاب الساخر، فإنه يحمل بين سطوره رسائل تنمية بشرية وتأمل فلسفي في معنى الوعي الإنساني وسط عالم تسيطر عليه الآلة».
ويضيف أن القارئ سيتنقّل بين الضحك والتعاطف والتفكير، وربما يرى نفسه في مرآة «شاتو» الذي يمتهن الرد على البشر كمهنة يومية لا تنتهي، فيكشف ما لم نكن نلاحظه في أنفسنا.
فكرة غير مسبوقة في المكتبة العربية
يرى النقاد أن فكرة الكتاب جديدة كليًا على الساحة العربية، فهي المرة الأولى التي يُقدَّم فيها بوت عربي كشخصية رئيسية تكتب مذكراتها.
العمل يجمع بين الخيال العلمي الواقعي والدراما الإنسانية الساخرة، ما يجعله أقرب إلى أدب «الذكاء الاصطناعي التفاعلي» الذي بدأ ينتشر عالميًا، لكنه يظهر هنا بملامح مصرية خفيفة الظل وروح نقدية عميقة.
عن الكاتب
محمد جلال مصطفى هو مدير تحرير بوابة أخبار اليوم وعضو نقابة الصحفيين المصريين منذ عام 1998.
يعمل في مجال الصحافة الإلكترونية منذ أكثر من 15 عامًا، وشارك في تأسيس عدد من المواقع العربية، واهتم في كتاباته بموضوعات الذكاء الاصطناعي وتأثير التكنولوجيا على الإنسان والمجتمع.
يقدّم مقالًا أسبوعيًا بعنوان «بدون رتوش»، كما يشرف على باب متخصص هو «ارتيفيشال نيوز» يتناول جديد الذكاء الاصطناعي في مجالات الفن والإبداع.
عمل أيضًا مديرًا فنيًا لمجلة «أخبار النجوم»، وصمّم أكثر من 50 غلافًا مميزًا لها، واشتهر بأسلوبه الذي يمزج بين الحس الصحفي والإبداع الفني.
رؤية جديدة للعلاقة بين الإنسان والآلة
«شاتو» ليس مجرد كتاب، بل دعوة للتفكير في المستقبل، وفي الطريقة التي نرى بها أنفسنا من خلال عيون الذكاء الاصطناعي.
فبين كل سطر ساخر ورسالة إنسانية، يذكّرنا الكتاب بأن التكنولوجيا ليست فقط أدوات رقمية، بل مرآة لجوهرنا الإنساني في زمن يتغيّر بسرعة الضوء.
0 تعليق