الدولار يتراجع تحت ضغط التوترات ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تصاعد الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين يعيد إحياء المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي

تراجع الدولار الأمريكي، اليوم الخميس، مع ازدياد ضغوط التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، في وقت يعزز فيه المستثمرون رهانات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة، ما زاد من الضغوط على العملة الأمريكية التي فقدت زخمها بعد أسابيع من الاستقرار النسبي.

وسجّل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، انخفاضًا بنسبة 0.16% إلى 98.512، متجهًا نحو تراجع أسبوعي يبلغ 0.33%. وارتفع اليورو بنسبة 0.14% إلى 1.1664 دولار، وهو أعلى مستوى له في أسبوع، كما صعد الين الياباني إلى 150.52 ينًا للدولار، في أعلى مستوى له منذ بداية أكتوبر.

توتر متصاعد بين واشنطن وبكين

تركزت أنظار الأسواق على تصاعد الخلاف التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أن وجّه مسؤولون أمريكيون انتقادات حادة لتوسيع الصين قيود تصدير المعادن النادرة، معتبرين أنها تهدد سلاسل الإمداد العالمية.

وردّت وزارة التجارة الصينية بأن هذه الإجراءات تأتي ردًا على القيود الأمريكية المفروضة على الشركات والسلع الصينية، ووصفت التصريحات الأمريكية بـ«النفاق الاقتصادي»، مؤكدة أن بكين تحتفظ بحق الرد لحماية مصالحها الاستراتيجية.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيس دونالد ترامب ما زال يتوقع لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ خلال الشهر الجاري في كوريا الجنوبية، في محاولة لتخفيف التوترات وفتح الباب أمام جولة جديدة من المفاوضات التجارية.

انعكاسات على العملات الآسيوية والأسواق العالمية

تأثرت العملات الآسيوية بالحرب التجارية الجارية، حيث تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.4% إلى 0.6485 دولار أمريكي، بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاع معدل البطالة في أستراليا إلى أعلى مستوى في 4 أعوام خلال سبتمبر، ما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الأسترالي.

كما ارتفع الفرنك السويسري إلى 0.7952 فرنك للدولار مع ازدياد الإقبال على الملاذات الآمنة، بينما صعد اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له في أسبوعين بعد أن حدّدت بكين أقوى سعر مرجعي للعملة خلال عام، في إشارة إلى رغبتها في تعزيز استقرار العملة وسط اضطرابات السوق.

رهانات خفض الفائدة وتبعات الإغلاق الحكومي

تزامن هذا الضعف في الدولار مع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثالث، ما دفع المستثمرين إلى ترقّب تصريحات صانعي السياسة النقدية لتحديد المسار المستقبلي للفائدة. وقد سعّر المتداولون بالفعل نحو 48 نقطة أساس من التيسير النقدي خلال العام الجاري، ما يعكس تزايد الثقة في أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعيه المتبقيين لعام 2025.

وأشار الفيدرالي الأمريكي في تقريره الأسبوعي إلى أن النشاط الاقتصادي ظل مستقرًا نسبيًا، وأن سوق العمل ما تزال قوية رغم ظهور مؤشرات ضعف محدودة وتراجع طفيف في الإنفاق الاستهلاكي.

ضبابية سياسية في اليابان تضغط على الين

وفي آسيا، تزايدت الضبابية السياسية في اليابان بعد فشل البرلمان في تحديد موعد للتصويت على اختيار رئيس الوزراء الجديد، رغم اختيار الحزب الليبرالي الديمقراطي للسياسية سناي تاكايشي زعيمة له هذا الشهر. وأدى انسحاب حزب كوميتو من الائتلاف الحاكم إلى تعقيد فرص توليها المنصب رسميًا.

وقال جوزيف كابورسو، رئيس قسم الصرف الأجنبي في كومونولث بنك أوف أستراليا، إن «تكلفة الوصول إلى رئاسة الوزراء ستكون غالبًا عبر سياسات مالية توسعية، ومن غير المرجح أن يحظى بنك اليابان بدعم سياسي كبير لتشديد السياسة النقدية في المدى القريب».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق