دراسة مغربية تكشف التحولات الكيميائية للقنب الهندي خلال التخزين - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
دراسة مغربية تكشف التحولات الكيميائية للقنب الهندي خلال التخزين
صورة: و.م.ع
هسبريس - أمال كنينالخميس 16 أكتوبر 2025 - 13:00

في دراسة علمية هي الأولى من نوعها، كشف باحثون مغاربة، بالتعاون مع الدرك الملكي، عن التحولات الكيميائية العميقة التي تطرأ على القنب الهندي خلال فترات التخزين الطويلة.

الدراسة التي تم إنجازها بشراكة بين فريقين من الباحثين المغاربة، من بينهم باحثون من معهد علوم الأدلة الجنائية للدرك الملكي بالرباطـ وباحثون من مختبر الكيمياء العضوية التطبيقية بكلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، اعتمدت في تحليلها على 150 عينة حقيقية من راتنج القنب الهندي (الحشيش) التي صادرتها مصالح الدرك الملكي المغربي خلال عمليات أمنية سنة 2015، وتعود في أصلها إلى منطقة الريف.

وأظهرت النتائج، التي تم التوصل إليها باستخدام تقنيات كروماتوغرافيا الغاز المتقدمة، أن عينات القنب الهندي الطازجة تحتوي على تركيزات عالية جداً من مادة رباعي هيدرو كانابينول (THC)، وهي المادة الرئيسية ذات التأثير النفسي. ولكن المثير للدهشة هو أنه بعد عامين فقط من التخزين، انخفضت نسبة هذه المادة بشكل حاد، وفي المقابل ارتفعت بشكل ملحوظ تركيزات مادتين أخريين هما الكانابيديول (CBD) والكانابينول (CBN)، مما يدل على تحلل المادة الفعالة الرئيسية وتحولها إلى مركبات أخرى.

وأظهرت النتائج أن العينات الطازجة سجلت أعلى مردودية استخلاص بنسبة 37.9%، مع تركيز مرتفع لمادة “THC” بلغ 35.16%، في مقابل نسب منخفضة لكل من “CBD” و”CBN”. غير أن هذه التركيبة تغيّرت بشكل ملحوظ بعد مرور عامين من التخزين، حيث انخفض تركيز “THC” إلى 2.74%، مقابل ارتفاع في “CBD” و”CBN” إلى 6.71% و6.94% على التوالي، مما يدل على تحول كيميائي تدريجي للمكونات النشطة مع مرور الزمن.

وأثبت التحليل الثنائي للتباين أن مدة التخزين كانت العامل الأكثر تأثيرا في جميع المؤشرات الأربعة، سواء تعلق الأمر بالمردودية ونسب “THC” و”CBD” و”CBN”، بينما لم تُسجل تأثيرات ذات دلالة إحصائية لمدة الاستخلاص أو للتفاعل بين التخزين والاستخلاص.

وتوضح النتائج أن انخفاض تركيز “THC” وارتفاع “CBD” و”CBN” بعد سنتين من التخزين يعكسان تحولات كيميائية طبيعية في مكونات الراتنج، ناجمة عن أكسدة وتفكك المركبات النشطة بمرور الزمن. وتؤكد هذه التحليلات أن مدة التخزين تلعب دورا محوريا في تحديد الخصائص الكيميائية والوظيفية لمستخلص القنب الهندي، مما يجعلها عاملا حاسما في الدراسات الطبية والجنائية ذات الصلة.

يذكر أنه لضمان محاكاة الواقع، تم تخزين العينات المدروسة كأدلة جنائية في ظروف التخزين الفعلية المتبعة، داخل غرف جافة ومظلمة وبدرجة حرارة الغرفة (20-25 درجة مئوية). ولتتبع التغيرات الزمنية بدقة، قام الباحثون بأخذ 30 عينة عشوائية من الدفعة المحجوزة نفسها كل سنتين على مدى ثماني سنوات، مع الحرص على دمج أجزاء مختلفة من كل قطعة (السطح الخارجي والقلب) لضمان الحصول على نتائج تمثيلية ودقيقة تعكس التحلل الطبيعي للمادة.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق