أكد الدكتور إسلام عزام، رئيس البورصة المصرية، أن الشباب يمثلون نحو 60% من المستثمرين الحاليين في سوق المال المصري، مشيراً إلى أن هذه النسبة تعكس نجاح جهود البورصة في نشر الثقافة المالية وتشجيع فئات جديدة على الدخول إلى السوق.
وأوضح خلال لقاء مع قناة العربية، أن البورصة تعمل على عدة محاور متكاملة لتوسيع قاعدة المتعاملين، من بينها تعزيز الوعي المالي بين طلاب الجامعات والشباب، وتطوير آليات التداول، وإطلاق منتجات مالية جديدة تدعم عمق السوق وجاذبيته للمستثمرين المحليين والأجانب.
الثقافة المالية.. محور رئيسي في استراتيجية البورصة
وأوضح عزام، أن البورصة تولي اهتماماً كبيراً بنشر الثقافة المالية بين فئات المجتمع المختلفة، مشيراً إلى أن الاحتفالية الأخيرة بـ"دق الجرس للثقافة المالية" تأتي في إطار فعالية عالمية تشارك فيها جميع البورصات حول العالم بالتعاون مع اتحاد البورصات العالمية ومنظمة أسواق المال.
وأضاف أن البورصة نجحت في تدريب أكثر من 1500 طالب وطالبة من الجامعات المصرية، كما افتتحت أجنحة تعريفية في سبع جامعات لرفع وعي الطلاب بدور سوق المال، لافتاً إلى أن الإحصاءات الأخيرة أظهرت ارتفاع نسبة الشباب بين المستثمرين إلى نحو 60%.
وأشار عزام إلى أن البورصة أطلقت نحو 70 فيديو تثقيفياً وبودكاست وصل عدد زواره إلى أكثر من 200 ألف مشاهد، مؤكداً أن التفاعل الكبير من فئة الشباب يعكس نجاح جهود التوعية.
حملات ترويجية للشركات والمستثمرين
وكشف رئيس البورصة أن الفترة المقبلة ستشهد حملة ترويجية كبرى بالتعاون مع الهيئة العامة للرقابة المالية، تستهدف جانبين: B2B وهي لتعريف الشركات بأهمية القيد في البورصة ومزاياه، مثل سهولة الوصول إلى التمويل وإمكانية إصدار الأسهم والسندات وB2C لرفع وعي المستثمرين الأفراد بأهمية الاستثمار في سوق المال وفرصه المستقبلية.
الشورت سيلينج قريباً.. وتعديلات في نظام المقاصة
وفيما يتعلق بتفعيل آلية الشورت سيلينج، أوضح عزام أن البورصة انتهت من وضع النظام الجديد الذي يهدف إلى تحفيز المُقرضين (الليندرز) من خلال السماح لهم بتحديد سعر الفائدة السنوي على الأسهم المقترضة عبر ما يُعرف بـ"نظام الكوتيشن"، ما يشجعهم على إتاحة الأسهم للإقراض.
وقال:"واجهنا مشكلة في أن المقرض لم يكن لديه حافز لتسليف الأسهم، لكن النظام الجديد سيسمح له بتحديد العائد الذي يرغب به، ما سيخلق سوقاً نشطاً للشورت سيلينج."
وأشار إلى أن النظام سيتم تفعيله خلال 3 أشهر على الأكثر بعد الانتهاء من تعديلات المقاصة الإلكترونية، والتي تسير بوتيرة سريعة حالياً.
صانع السوق والمشتقات خلال الفترة المقبلة
وأضاف عزام أن نظام صانع السوق جاهز وسيتم الإعلان عن تشغيله قريباً، مؤكداً أنه سيُسهم في رفع كفاءة التداول وزيادة السيولة في السوق.
أما بالنسبة إلى سوق المشتقات المالية، فأوضح أن المشروع في مرحلة متقدمة من التعاون مع شركة ناسداك (Nasdaq)، حيث يعمل الفريقان حالياً على دمج أنظمة التداول الخاصة بالمشتقات والكربون مع النظام القائم، لضمان التكامل بين المنصتين.
وقال رئيس البورصة إن النظام الجديد سيشمل تداول المشتقات، والسبوت، والكربون كريدت (Carbon Credits)، متوقعاً أن يتم إطلاق سوق المشتقات قبل منتصف عام 2026، قائلاً:"نأمل أن نكون جاهزين قبل أبريل 2026، وسنبدأ بعقود مستقبلية على مؤشرات EGX30 وEGX70 وEGX100."
نحو بورصة أكثر عمقاً وجاذبية
واختتم عزام تصريحاته بالتأكيد على أن البورصة المصرية تمضي بخطة واضحة لتطوير السوق وزيادة جاذبيته للمستثمرين المحليين والدوليين، من خلال الجمع بين التثقيف المالي، وتوسيع قاعدة المستثمرين، وتفعيل الأدوات المالية الحديثة التي تواكب التطورات العالمية في أسواق المال.
0 تعليق