في مشهدٍ رقميٍّ يُعيد تعريف جاهزية الدول لمواجهة التحديات، أطلقت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بالإمارات مشروعها الوطني الطموح “أطلس الطوارئ والأزمات” خلال مشاركتها في معرض “جيتكس جلوبال 2025” بدبي، لتبدأ من خلاله مرحلة جديدة في التحول الذكي لإدارة المخاطر والأزمات.
ويُعد المشروع منصة وطنية متكاملة قائمة على الذكاء الاصطناعي والتحليل الجيومكاني، صُمّمت لتكون العين الرقمية التي تستشرف المخاطر قبل وقوعها، وتُحوّل البيانات إلى قرارات استباقية تعزّز مرونة الدولة وقدرتها على حماية الإنسان والبنية التحتية والموارد الحيوية.
منصة جيومكانية تضم أكثر من 40 تطبيقًا تخصصيًا
تقدم الهيئة “أطلس الطوارئ والأزمات” كمنصة ذكية تجمع بين تقنيات الاستشعار من بُعد والتحليل الجيومكاني، وتضم أكثر من 40 تطبيقًا تخصصيًا يغطي مختلف أنواع المخاطر الوطنية.
وتوفّر المنصة أدوات تحليلية متقدمة تدعم عمليات صنع القرار الإستراتيجي في كافة مراحل إدارة الأزمات، من التنبؤ والوقاية إلى الاستجابة والتعافي.
ويتيح النظام خرائط تفاعلية وتحليلية تُقدّم عرضًا بصريًا شاملًا للمخاطر، والبنية التحتية، والموارد الحيوية على مستوى الدولة، مما يعزّز قدرة صُنّاع القرار على اتخاذ إجراءات دقيقة ومبنية على البيانات.
الهيئة الوطنية لإدارة #الطوارئ_والأزمات والكوارث تطلق "أطلس الطوارئ والأزمات" خلال مشاركتها في معرض جايتكس جلوبال 2025 … منصة وطنية تهدف إلى تعزيز الجاهزية عبر البيانات الجيومكانية الذكية. pic.twitter.com/uXTpOZ0Fkc
— NCEMA UAE (@NCEMAUAE) October 15, 2025
تحليل تنبؤي وذكاء اصطناعي لدعم القرار
يُعد المشروع نقلة نوعية في مجال تحليل البيانات المكانية باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يمكّن كوادر الهيئة وشركاءها الإستراتيجيين من بناء افتراضات وسيناريوهات متعددة، والإجابة عن أسئلة جوهرية مثل: من؟ كيف؟ لماذا؟ كم؟ وأين؟
وتساعد هذه التحليلات في تحديد مستويات الجاهزية المثلى لكل سيناريو وتقديم حلول عملية لحد تداعيات المخاطر، مما يعزز سرعة الاستجابة وكفاءة التعامل مع التحديات الوطنية.
مشروع يستشرف المستقبل
قال سعادة علي راشد النيادي، مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: “إن (أطلس الطوارئ والأزمات) يُعد من أبرز المشاريع التقنية الرائدة التي تجسّد توجه الهيئة نحو توظيف التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز منظومة الجاهزية والاستجابة الوطنية”.
وأضاف أن النظام “لا يقتصر على عرض البيانات المكانية فحسب، بل يُعد أداة تحليلية متطورة لبناء سيناريوهات استباقية واختبار جاهزية الخطط الوطنية، ودعم اتخاذ القرار بناءً على بيانات دقيقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي”.
وأشار النيادي إلى أن الهيئة تعمل على تطوير الجيل القادم من الأطلس ليكون “أكثر تفاعلًا وتكاملًا مع الأنظمة الرقمية الوطنية”، بما يدعم قدرات الرصد والتحليل والاستجابة الذكية للمخاطر.
خطط مستقبلية.. تطبيق لمحاكاة الفيضانات
كشف النيادي عن أن الهيئة تطوّر حاليًا تطبيقًا جيومكانيًا للمحاكاة لإطلاقه قريبًا، يركّز على محاكاة خطر الفيضانات في المناطق الأكثر عرضة لها، بهدف دراسة تأثيراتها ووضع نماذج استباقية تُسهم في حد آثارها وتعزيز الاستعداد المسبق لمواجهتها.
تحوّل رقمي مستدام في منظومة الطوارئ
وأكدت الهيئة أن إطلاق “أطلس الطوارئ والأزمات” في “جيتكس جلوبال 2025” يأتي ضمن جهود الهيئة لترسيخ التحول الرقمي المستدام في إدارة الطوارئ والأزمات، من خلال تبنّي حلول جيومكانية قائمة على البيانات تُسهم في تعزيز المرونة الوطنية وبناء مجتمع أكثر جاهزية واستدامة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق