السودان.. العائدون إلى الخرطوم يفرّون منها مجدداً - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تدفع الأوضاع الأمنية والمعيشية المتدهورة في العاصمة السودانية الخرطوم، آلاف السكان العائدين إليها خلال الأشهر الماضية إلى مغادرتها مجدداً، وسط غياب الخدمات الأساسية، وانتشار وقائع النهب والقتل مع استمرار الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل 2023.

ومنذ اندلاع القتال، فرّ أكثر من 80 في المئة من سكان مدن العاصمة الثلاث، البالغ عددهم نحو 7 ملايين نسمة، إلى ولايات أخرى أو دول مجاورة، بينما عادت أعداد محدودة خلال العام الماضي على أمل تحسن الظروف، قبل أن تصطدم بالواقع القاسي.

نزوح بعد العودة

تشير تقديرات منظمة الهجرة الدولية إلى أن نحو 815 ألف شخص عادوا إلى الخرطوم بين نوفمبر 2024 وأغسطس 2025، غير أن مجموعات محلية أكدت أن أكثر من نصفهم اضطروا للنزوح مجدداً خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تردي الأوضاع الصحية والمعيشية.

وقال رئيس بعثة المنظمة في السودان، محمد رفعت، إن معظم العائدين وجدوا أنفسهم في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية ومقومات الحياة، ما جعل استمرارهم في العاصمة أمراً شبه مستحيل.

معاناة مضاعفة

يروي محمد عبد الله، أحد العائدين إلى منطقة الحاج يوسف، تفاصيل مأساوية عن تجربته، إذ فقد شقيقه الأصغر بعد إصابته بحمى الضنك، وتعرضت أسرته لعمليات نهب متكررة.

وقال: "عشنا أياماً قاسية بلا كهرباء أو مياه، وسط انتشار الأمراض والخوف الدائم. الأحياء شبه خالية، وعندما توفي شقيقي لم أجد سوى خمسة جيران لمساعدتي على دفنه".

وبعد أسابيع قليلة، اضطر عبد الله وأسرته إلى مغادرة العاصمة مجدداً نحو ولاية نهر النيل شمالاً.

رحلات النزوح تتضاعف

كشف وكيل بإحدى شركات السفريات المحلية أن الاتجاهات تغيرت تماماً خلال الأسابيع الأخيرة، موضحاً أن الرحلات المغادرة من الخرطوم أصبحت تفوق الرحلات الداخلة بخمسة أضعاف، بعدما كانت العاصمة تستقبل عشرات الرحلات اليومية حتى أغسطس الماضي.

عاصمة مدمّرة

ويصف العائدون المشهد في الخرطوم بأنه "كابوس مفتوح"، إذ تنتشر المباني المهدمة، وأعمدة الكهرباء المتساقطة، وخطوط المياه المكسورة، والنفايات المكدسة في الشوارع.

وقال نور الدين إسحق، الذي غادر العاصمة بعد ثلاثة أسابيع فقط من عودته: "بدت لي الخرطوم مدينة أشباح، أحياء خالية وطرقات مدمرة، ومسلحون يقفون على الحواجز بقسوة. شعرت وكأنني عدت إلى زمن بعيد لا يشبه ما تركته".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق