قفز سهم مجموعة «إل في إم إتش» (LVMH)، عملاق السلع الفاخرة العالمي، بنسبة 8% في تعاملات منصة «تريدغيت» اليوم الأربعاء، عقب إعلان الشركة عن نتائج مبيعات فاقت التوقعات في الربع الثالث من عام 2025، مدعومة بتحسّن الطلب من الأسواق الصينية.

وتداول السهم عند 575.2 يورو مقارنةً بسعر الإغلاق الرسمي البالغ 532.8 يورو يوم الثلاثاء، ما يعكس ارتفاعًا في القيمة السوقية للشركة بأكثر من 21 مليار يورو (24.4 مليار دولار)، لتتجاوز قيمتها الإجمالية 287 مليار يورو، في حال استمر هذا الأداء خلال جلسة التداول الرسمية.

ويُعد هذا الارتفاع في المبيعات أول نمو فصلي تحققه المجموعة خلال عام 2025، في مؤشر واضح على عودة الزخم إلى سوق السلع الفاخرة بعد فترة من التباطؤ، لا سيما مع تحسّن الأوضاع الاقتصادية والاستهلاكية في الصين، التي تُعد من أبرز الأسواق المستهلكة للمنتجات الفاخرة في العالم.

وتُعتبر مجموعة «إل في إم إتش» مقياسًا لأداء قطاع الرفاهية العالمي، إذ تضم تحت مظلتها علامات تجارية شهيرة مثل لويس فويتون وديور ومويت أند شاندون وتيفاني آند كو. وقد حققت معظم هذه العلامات نموًا في المبيعات خلال الربع الثالث، بفضل انتعاش الطلب في آسيا وتعافي السياحة الفاخرة في أوروبا.

ويرى محللون أن النتائج القوية للشركة تمثل مؤشرًا إيجابيًا على استمرار التعافي في القطاع، خاصة بعد فترة من الضغوط التضخمية وارتفاع أسعار الفائدة التي أثرت على الإنفاق الفاخر في الأسواق الغربية. وذكرت شركة الأبحاث «بيرنشتاين» أن مبيعات المجموعة تجاوزت التوقعات في جميع أقسامها، من الأزياء إلى العطور والمشروبات الكحولية.

من جانبهم، توقّع محللو «جيه بي مورغان» أن تمتد تأثيرات هذا الأداء القوي إلى أسهم الشركات المنافسة مثل «ريشمون» و«كيرينغ»، معتبرين أن البيئة العامة لقطاع السلع الفاخرة أصبحت مواتية لتسجيل موسم تقارير مالية إيجابية.

وفي هذا السياق، ارتفع سهم مجموعة «ريشمون» السويسرية، المالكة لعلامات مثل «كارتير» و«فان كليف آند آربلز»، بنسبة 4.8% في المؤشرات الأولية قبل بدء التداول الرسمي، وسط توقعات بأن تحذو بقية الشركات الفاخرة حذو «إل في إم إتش» في تحقيق نتائج فصلية مشجعة.

ويُشير محللون إلى أن تحسّن الطلب الصيني، مدعومًا بانتعاش السفر الفاخر والتسوق السياحي، شكّل العامل الرئيسي وراء قفزة المبيعات، إذ عاد المستهلكون الصينيون إلى الإنفاق بقوة بعد عامين من الحذر. كما استفادت المجموعة من توسعها في الأسواق الرقمية الفاخرة وتبنيها استراتيجيات تسويق جديدة تستهدف الفئات الشابة في آسيا.

ويُذكر أن قطاع السلع الفاخرة العالمي شهد خلال العامين الماضيين تحديات تقلب الطلب العالمي بسبب الظروف الجيوسياسية وتباطؤ النمو في الأسواق الأوروبية، إلا أن نتائج «إل في إم إتش» الأخيرة تعزز التفاؤل بإمكانية تحقيق نمو مستدام في النصف الثاني من العام.